كلمة الى الشباب
وهنا أوجّه حديث الى الشباب بالخصوص، وأطلب منهم أن يعوّدوا أنفسهم على الممارسات العباديّة من تعبّد وتهجّد وخضوع؛ وعلى سبيل المثال فإن قراءة دعاء (أبي حمزة الثمالي) جنّة من الخطايا والتعلّق بالدنيا. فمن المفروض في الشاب المسلم أن يتقرب إلى الله سبحانه ويشعر أنّه يتحدّث مع الخالق، وأنّ الخالق يتحدّث معه، وفي هذا ا لمجال يقول الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: "وأنّ الراحل إليك قريب المسافة، وأنّك لا تحتجب عن خلقك إلاّ أن تحجبهم الأعمال دونك، وقد قصدت إليك بطلبتي، وتوجهت إليك بحاجتي، وجعلت بك استغاثتي، وبدعائك توسلي من غير استحقاق لاستماعك مني".([61])
إن شهر رمضان يمثّل فترة زمانية محدودة لا تلبث أن تنتهي، وفي السنين القادمة لا نعرف هل سنكون من الأحياء أم الأموات. فعلينا أن نحذر من التسويف في استغلال هذا الشهر المبارك العظيم، وأن نترك الممارسات التي لا طائل من ورائها من مثل الحضور في المجالس التي ترتكب فيها الذنوب والمعاصي، والأحاديث التي تشغل الإنسان عن ذكر الله عز وجل. فعلينا أن نحذر من أن نفسد صيامنا بمثل هذه الأعمال التي ترين على القلب، وتجعل الإنسان قاسياً لا يخشع عند الدعاء لقوله تعالى: «كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ» (المطففين/14).
فلنطهّر قلوبنا، ولنحذر من أن نخرج من شهر رمضان كما دخلنا فيه. فلقلقة اللسان لا يمكن أن تنفع، بل علينا أن نستشعر الندم الحقيقي على ذنوبنا، وأن نعزم عزماً راسخاً على تركها، وأن لا نعمد إلى تبرير ذنوبنا فنضاعفها، ويحرمنا الله جلّ وعلا من المغفرة.
_________________________________
([61]) مفاتيح الجنان، دعاء أبو حمزة الثمالي المروي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام.