(الروح) غير الملائكة
ها هي أحاديث أهل البيت عليهم السلام تصرّح أن الروح هو صنف آخر غير الملائكة، بل هم خلق أعظم من الملائكة ومن جبرائيل نفسه وميكائيل وإسرافيل. ويظهر من بعض الروايات أن إسرافيل هو أقرب الملائكة الى الله سبحانه وتعالى، وهناك روايات أخرى تفيد أنّ جبرائيل هو الأقرب. ولكنّ الذي يبدو من مجمل الروايات أنّ إسرافيل هو أقرب الملائكة، لأنّه آخر ملك يبقى بعد قيام الساعة. ومع ذلك فإنّ إسرافيل ليس بأعظم من الروح، وهذا الروح على عظمته يتنـزّل على الإمام الحجة عليه السلام، وهنا يمكننا أن نعرف جانباً من عظمة الإمام المهدي عجل الله فرجه، بل جانباً من عظمة الإنسان عندما يعبد الله عز وجل حق عبادته بحيث يصل الى درجة يتنـزّل فيها الروح عليه. فالإنسان المخلوق من لحم ودم يصبح بفضل الله في مستوىً ينـزّل فيه الروح عليه.
وعلى هذا الأساس؛ فانّ الروح هو خلق من خلق الله جل ثناؤه، وأنّه يؤيّد به ملائكته. فاذا ما سمعنا أنّ جبرائيل يسمّى بـ (الروح) فلأنّ الله يؤيّده به كما يؤيّد نبيّنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسائر الأنبياء، ويؤيّد كذلك المؤمن الصالح من روحه. وأقصد بالروح هنا (النور)؛ أي أنّه يؤيّده تأييداً عينيّاً بالروح. فالروح يتلقّى النور من الله جل وعلا، ومنه ينبعث الى الملائكة؛ أي أنّ الله يؤيد كلاًّ من الملائكة والرسل بالروح.
وفي الحيقيقة؛ فانّ هذه هي الروح التي سألوا النبي صلى الله عليه وآله عنها، وأشار إليها تعالى في قوله: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ» (الاسراء/85) فجاءهم الجواب: «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ اُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً» (الاسراء/85). وهي نفسها الروح التي قـال عنها عز من قائل: «وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» (البقرة/87). وأخيراً هي الروح التي أشار إليها القرآن الكريم في سورة القدر قائلاً: «تَنَزَّلُ الْمَلآَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا».
(فروح القدس) هو خلق أعظم من الملائكة، وبواسطته تؤيّد الملائكة والأنبياء والصالحون، ومن خلالها أيضاً تؤيّد أرواحنا الموجودة في أجسامنا.