• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

صدق الحياه

صدق الحياه

و هذا الصدق عهد منك و عليك، لانه روح الجمال و الحق، و اراده الحياه القادره الغلابه!

لعل ابرز مظاهر العداله الكونيه فى عالم الجماد و عالم الحياه، و فى كل ما يتصل بطبيعه الوجود و خصائص الموجودات، هو الصدق الخالص المطلق. فعلى الصدق مدار الارض و الفلك و الليل و النهار. و بالصدق وحده تتلاحق الفصول الاربعه و يسقط المطر و تسطع شمس. و به كذلك تفى الارض بوعدها حين تنبت ما عليها كلافى حينه لاتقديم و لاتاخير. و به تقوم نواميس الطبيعه و قوانين الحياه. و الريح لاتجرى الاصادقه، و الدماء لاتطوف العروق الابصدق، و الاحياء لايولدون الابقانون صادق امين.

هذا الصدق الخالص المطلق الذى تدور عليه قاعده البقاء، هو الينبوع الاول و الاكبر الذى تجرى منه عداله الكون و اليه تعود!

و لما كان على بن ابى طالب شديد الملاحظه لصدق الوجود، شديد التفاعل معه، فقد جعل من همه الاول فى الناس تهذيب الناس استنادا ال ما يعقل و يحس و يرى. و التهذيب فى معناه الصحيح و مدلوله البعيد ليس الاالاحساس العميق بقيمه الحياه و شخصيه الوجود. و لما كان هذا المعنى هو المعنى الاوحد للتهذيب العظيم، كان الصدق مع الذات و مع كل موجود مادى او معنوى، هو المحور الذى يدور عليه التهذيب، كما رايناه محور العداله الكونيه. و بذلك ينتفى من التهذيب السليم كثير من القواعد التى تواطا عليها

البشر دو نما نظر فى نواميس الوجود الكبرى، و هم يحسبون انها قواعد تهذيبيه لمجرد اتفاقهم عليها. و بذلك ايضا ينتفى من التهذيب السليم كل ما يخالف روح الحق و روح الخير و روح الجمال. و التهذيب على غير اصوله الكبرى تواطو سطحى على الكذب القبيح. و هو على اصوله البعيده احساس عميق بالصدق الجميل، مما يجعله اندماجا خالصا بثوريه الحياه الجاريه الفاتحه.

لذلك كان مدار التهذيب عند ابن ابى طالب، حمايه الانسان من الكذب، او قل حمايته و هو حى من بروده الموت!

و حمايه الانسان من الكذب تستوجب اول الامر تعظيم الصدق نصا مباشرا فى كل حال ، و ابرازه ضروره حياتيه لامفر منها لكل حى، و توجيه الناس نحوه افرادا يخلون الى انفسهم او يعيشون جماعات. و فى هذا الباب يبرز على بن ابى طالب عملاقا يرى ما لايراه الاخرون، و يشير الى ما يجهلون، و يعمل ما لايستطيعونه الان و يريدهم ان يستطيعوه. يقول على: 'اياكم و تهزيع الاخلاق و تصريفها و اجعلوا اللسان واحدا'. و تهزيع الشى ء تكسيره. و تصريفه قلبه من حال ال حال. يريد بذلك تذكير الصادق بالخطر الذى يتعرض له صدقه ان هو كذب و لو مره واحده. فالصادق اذا كذب مره انكسر صدقه كما ينكسر اى شى ء وقع على الارض مره واحده. و كذلك النفاق و التلون فهما لونان من الوان الكذب. و يقول ايضا: 'و كونوا قوما صادقين. و اعملوا فى غير رياء. و اعز الصادق المحق و اذل الكاذب المبطل. و اصدقوا الحديث و ادوا الامانه و اوفوا بالعهد. من طلب عزا بباطل اورثه الله ذلابحق. ان كنت صادقا كافيناك و ان كنت كاذبا عاقبناك. ان من عدم الصدق فى منطقه فقد فجع باكرم اخلاقه. ما السيف الصارم فى كف الشجاع باعز له من الصدق'. و ما هذه الايات فى الصدق الانماذج من مئات اخريات يولف ابن ابى طالب بها اساس دستوره الاخلاقى العظيم.

ثم اليك هذه الايه التى يكثر فى نسجها نصيب العقل النافذ الواعى. يقول: 'الكذب يهدى الى الفجور'. و لسنا فى حاجه الى الاسهاب فى اظهار ما تخفى هذه الكلمه من حقيقه تجر وراءها سلسله لاتنتهى من الحقائق. كما اننا لسنا فى حاجه الى الاسهاب فى تصوير ما تشير اليه من حقيقه نفسيه لاتزيدها الايام الارسوخا. و مثل هذه الايه آيات، منها: 'لايصلح الكذب فى جد و لاهزل، و لاان يعد احدكم صبيه ثم لايفى له!' اما المعنى

الذى يشير اليه الشق الاول من هذه الايه العلويه، فقد كان موضوع جدل كثير بين فلاسفه الاخلاق و لاسيما الاوروبيين منهم. و الواقع ان هولاء اجمعوا على ان الصدق حياه و الكذب موت. غير انهم اختلفوا فى هل يجوز الكذب فى حاله الضروره ام لا؟ فمنهم الموافق و منهم المخالف. و لكل من الفريقين حجته.

اما على بن ابى طالب، فيقف من هذا الموضوع الذى تثيره عبارته، موقفا حاسما ينسجم مع مذهبه العظيم فى الاخلاق، هذا المذهب الذى نعود فنذكر القارى ء بانه منبثق عما احسه على و وعاه من عداله الكون الشامله، فيقول غير متردد: 'علامه الايمان ان توثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، و ان لايكون فى حديثك فضل عن عملك!' و من الواضح ان ابن ابى طالب لايرى ان فى الكذب ما ينفع و ان فى الصدق ما قد يضر، فيتحدث الى الناس فى نطاق من مدى تصور هم ليبلغ كلامه منهم مبلغا ذكيا. و تاكيدا لذلك يقول:'عليك بالصدق فى جميع امورك'. و يقول ايضا: 'جانبوا الكذب فان الصادق على شفا منجاه و كرامه، و الكاذب على شفا مهواه و هلكه!'

اما المعنى الذى يذكره الشق الثانى من العباره: 'و لاان يعد احدكم صبيه ثم لايفى له'، فالتفاته عظيمه الى حقيقه تربويه تقررها الحياه نفسها، كما تقررها الاصول النفسيه التى ينشا عليها المرء و يتدرج. و يكفيك منها هذه الاشاره الى ان الطفل يتربى بالمثل لابالنصيحه. و هذا الراى هو محور فلسفه جان جاك روسو التربويه!

و الصدق مع الحياه يستلزم البساطه و ينفر من التعقيد، لان كل حقيقه هى بسيطه بمقدار ما الشمس ساطعه و الليل بهيم. و دلاله على هذه البساطه الدافئه لانها انبثاق حى و عفوى عن الصدق، نقول ان ابن ابى طالب كره التكبر لانه ليس طبعا صادقا بل الكبر هو الصدق، فاذا بالمتكبر فى رايه شخص يتعالى على جبلته ذاتها. يقول: 'لاتكونوا كالمتكبر على ابن امه'. و هو فى الوقت نفسه يكره التواضع اذا كان مقصودا فانه عند ذاك لايكون طبعا صادقا بل الشعور بان الانسان مساو لكل انسان فى كرامته هو الصدق. لذلك يخاطب من يقوده تواضعه الى ان يذل نفسه، قائلاله: 'اياك ان تتذلل للناس'. ثم يردف ذلك بقول اروع: 'و لاتصحبن فى سفر من لايرى لك من الفضل عليه مثل ما ترى له من الفضل عليك!'

و انى لااعرف فى مبادى ء المحافظين على كرامه الانسان كانسان لايتكبر و لايتواضع بل يكون صادقا و حسب، ما يفوق هذه الكلمه لابن ابى طالب او ما يساويها قيمه: 'الانسان مرآه الانسان!'

و من اقواله الداله على ضروره اخذ الحياه اخذا بسيطا: 'ما اقبح الخضوع عند الحاجه و الجفاء عند الغنى. الثناء باكثر من الاستحقاق ملق و التقصير عن الاستحقاق عى او حسد. لاتقل ما لاتعلم. لاتعمل الخير رياء و لاتتركه حياء. يا ابن آدم، ما كسبت فوق قوتك فانت فيه خازن لغيرك. لاينصت للخير ليفخر به، و لايتكلم ليتجبر على من سواه. من حمل نفسه ما لايطيق عجز. لاخير فى معين مهين'. و كانى بابن ابى طالب لايترك جانبا مما و عاه فكره و شعوره من امور الحياه و الانسان الااطلق فيه رائعه تختصر دستورا كاملا. و هذا ما فعله ساعه شاء ان يوجه الناس الى اخذ الحياه اخذا صادقا بسيطا، فقال هذه الكلمه الدافئه بعفويه الحياه: 'اذا طرقك اخوانك فلاتدخر عنهم ما فى البيت، و لاتتكلف لهم ما وراء الباب!'.

و اذ يفرغ على من حديثه الكثير الدائر حول ضروره الصدق مع الحياه بصوره مباشره، ثم حول البساطه التى لايكون صدق بدونها و لاتكون بغير صدق، يواصل طريقه فى مفاهيم التهذيب التى تتلازم فى مذهبه و تترابط حتى لكانها صوره عن كل موجودات الكون، و التى يظل الصدق مدارها الاول و ان تناولت وجوها اخرى من وجوه الاخلاق. فيوصى بان يتغافل المرء عن زلات غيره فان فى ذلك رحمه من المتغافل و تهذيبا للمسى ء بالسيره و المثل ابلغ من تهذيبه بالنصيحه او بالبغضاء، يقول: 'من اشرف اعمال الكريم غفلته عما يعلم'. كما يوصى بالحلم و الاناه لانهما نتيجه لعلو الهمه ثم مدرجه لكرم النفس: 'الحلم و الاناه توامان ينتجهما علو الهمه'. و يكره الغيبه لانها مذهب من النفاق و الاساءه و الشر جميعا: 'اجتنب الغيبه فانها ادام كلاب النار'. و الخديعه مثل الغيبه و كلتاهما من خبث السرائر: 'اياك و الخديعه فانها من خلق اللئام'. و كما راى ان كذبه واحده لاتجوز لان الصدق ينكسر بها، يرى ان كل ذنب مهما كان فى زعم صاحبه خفيفا قليل الشان انما هو شديد لانه ذنب، بل انه اشد وقعا على كرامه الانسان اذا

استخف به صاحبه، من ذنب عظيم عاد مقترفه الى الرجوع عنه فى الحال: 'اشد الذنوب ما استخف به صاحبه'. و ينهاك على عن التسرع فى القول و العمل لانه مدعاه الى السقوط و على الانسان المهذب الايبيح نفسه لايه سقطه: 'انهاك عن التسرع فى القول و العمل'. و هو يريدك ان تعتذر لنفسك من كل ذنب اذنبت اصلاحا لخلقك، و لكنه ينبهك تنبيها عبقرى الملاحظه و البيان الى ان الانسان لايعتذر من خير، فعليه اذن الايفعل ما يضطره الى الاعتذار: 'اياك و ما تعتذر منه فانه لايعتذر من خير'. و منعا للاشتغال بعيوب الناس و اغفال عيوب النفس، و فى ذلك ما يدعو الى سوء الخلق و المسلك سلبا و ايجابا، يقول على: 'اكبر العيب ان تعيب ما فيك مثله' و 'من نظر فى عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره'. و اذا اتى القبيح من مصدر عليك ان تنكره اولا، فان لم تستطع ذلك تحتم عليك الاتستحسنه لئلاتصبح شريكا فيه: 'من استحسن القبيح كان شريكا فيه'. و اذا كان التعاطف بين الناس ضروره اخلاقيه لانه ضروره وجوديه على ما مر معنا فى الفصل السابق، فان منطق العقل و القلب يامر بان يكون عطفك على من انطقك و احسن اليك اكثر و اوسع. و فى ذلك يقول على: 'لاتجعلن ذرب لسانك على من انطقك و بلاغه قولك على من سددك'. ثم يقول: 'و ليس جزاء من عظم شانك ان تضع من قدره، و لاجزاء من سرك ان تسوءه'.

و يهاجم الحرص و الكبرياء و الحسد لانها سبيل الى الانحدار الخلقى: 'الحرص و الكبر و الحسد دواع الى التقحم فى الذنوب'. و اذا كان الاخلاقيون القدماء يذمون البخل فلانه فى نظرهم صفه مذمومه لذاتها. اما عند ابن ابى طالب الذى يرصد الاخلاق بنظره اشمل و فكر اعمق، فالبخل ليس مذموما لذاته قدر ما هو مذموم لجمعه العيوب كلها، و لدفعه صاحبه الى كل سوءه فى الخلق و المسلك. فالبخيل منافق، معتد، مغتاب، حاسد، ذليل، مزور، جشع، انانى، غير عادل. يقول على: 'البخل جامع لمساوى ء العيوب'.

و يطول بنا الحديث و يتسع اذا نحن شئنا ان نورد تفاصيل مذهب ابن ابى طالب فى الاخلاق و تهذيب النفس، فهى كثيره لم تترك حركه من حركات الانسان الاصورتها و وجهتها. و اذا قلت ان مثل هذا العمل طويل واسع شاق فانى اعنى ما اقول. و ما

على القارى ء الاان يطلع على الروائع التى اخذناها من ادب ابن ابى طالب فى هذا الكتاب، حتى يثق بان المجلدات قد تضيق عن دراسه مذهبه فى الاخلاق و تهذيب النفس، و عما تستوجبه هذه المختارات من شرح و تعليق. و يكفى ان نشير الى ان هذه الروائع العلويه من اشرف ما فى تراث الانسان، و من اعظمه اتساعا و عمقا.

على انه لابد لنا الان من التلميح الى آيه الايات فى التهذيب العظيم بوصفه احساسا عميقا بقيمه الحياه و كرامه النفس و كمال الوجود. و ان نفرا قليلامن المتفوقين كبوذا و المسيح و بتهوفن و اشباههم هم الذين ادركوا ان آيه التهذيب انما تكون فى الدرجه الاولى بين الانسان و نفسه. و لاتكون بين الانسان و ما هو خارج عنه الاانبثاقا بديهيا طبيعيا عن الحاله الاولى. و قد ادرك ابن ابى طالب هذه الحقيقه ادراكا قويا واضحا لاغموض فيه و لاابهام. و عبر عنها تعبيرا جامعا. يقول على فى ضروره احترام الانسان نفسه و اعماله دون ان يكون عليه رقيب: 'اتقوا المعاصى فى الخلوات'. و يقول فى المعنى ذاته: 'اياك و كل عمل فى السر يستحى منه فى العلانيه. و اياك و كل عمل اذا ذكر لصاحبه انكره'. و اليك ما يقوله فى الرابطه بين السر و العلانيه، او بين ما اسميناه 'آيه التهذيب' و ما اسميناه 'انبثاقا' عنها: 'من اصلح سريرته اصلح الله علانيته'.

و من بدائع حكيم الصين كنفوشيوس فى تهذيب النفس هذه الكلمه: 'كل على مائدتك كانك تاكل على مائده ملك'. و جلى انه يريد منك ان تحترم نفسك احتراما مطلقا غير مرهون بظرف او مناسبه، حتى ليجدر بك ان تتصرف حين تخلو الى نفسك كما تتصرف و انت بين يدى ملك. و مثل هذا المعنى يقوله على بن ابى طالب على هيئه جديده: 'ليتزين احدكم لاخيه كما يتزين للغريب الذى يحب ان يراه فى احسن الهيئه!'

و هو يريدك فى كل حال ان تعظ اخاك لتعينه فى الانتقال من حسن الى احسن فى الخلق و الذوق و المسلك. ولكن روح التهذيب الاصيل يابى عليك ان تجرحه او توذيه بنصحه علنا، بل ان هذا الروح يقضى عليك ان تكون لينا رفيقا فلاتنصح الاخفيه و لاتعظ الاسرا. يقول على: 'من وعظ اخاه سرا فقد زانه، و من وعظه علانيه فقد شانه'.

و ايه كانت حالك فعليك ان تصدق مع نفسك و الحياه و الناس. فبهذا الصدق تحيا و بغيره تهلك. و به تحفظ سلامه روحك و قلبك و جسدك. و بغيره تفقدها. و بالصدق تحب و تحب و يوثق بك، و بغيره تجلب لنفلسك المقت و الكراهيه و السيئات جميعا و ير ذلك الناس تافها حقيرا. و هذا الصدق عهد منك و عليك لانه اراده الحياه القدره الغلابه و هى اراده تقضى عليك بان تنظر فى عهدك كل يوم. و ابن ابى طالب يقول: 'على كل انسان ان ينظر كل يوم فى عهده!'

 
ش


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page