• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الخلافة بين النص والشورى

ودّعتُ خالي بعد تلك الجلسة العابرة، ودخلت مع النساء في معمعة الزواج، بين ضجيج النسوة وصراخ الأطفال ولكنها لم تحجب عن سمعي تلك الكلمات التي سمعتها عن خالي فما زالت تتردد في أذني، فعزمت على أعداد العدة فلا يمكن الاستهانة بهذا الكلام كما لا يمكن الاستهانة بمقدرة خالي العلمية فقد أدهشني فعلاً بتلك الكلمات التي كانت تنساب على لسانه من غير جهد وتكلف.
بعد الانتهاء من مراسيم الزواج وفي مساء يوم من الأيام،، دعوت خالي لإكمال الحوار وقد سجلت مجموعة أدلة تنقض ما قاله خالي، فوافق بترحاب، بشرط أن يكون النقاش مع مجموعة لتعم الفائدة.
وفي جو من الهدوء والسكينة وتحت ضوء القمر، اجتمعنا أنا وأخوتي وبنات خالتي، وبدأ الحوار مع خالي.
قلت: أولاً وقبل كل شيء تعلم إن كل من لا يؤمن بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان فهو كافر، والشيعة لا يؤمنون بذلك ويعتبرون أن الخليفة من بعد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) هو علي فحسب، وفي هذا الكلام تجاوز على الخلفاء و كذبٌ وافتراء على الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وطعناً في الصحابة، وتسقيطاً لمكانة أبي بكر وعمر وعثمان -رضوان الله تعالى عليهم.
خالي: لعل الله منّ على بكِ حتى اهتدي على يديكِ إن كنتُ ضالاً، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) [ وأيم الله لئن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت الشمس عليه وغربت ].
وقال تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).
فتعالِ، أكشفِ لي المستور، وأنيري دربي للحقيقة، ولكن أرجو منكِ يا بنت أختي بأن تنتهجي طريق الحكمة والدليل، فنحن قوم نميل مع الدليل أينما مال، قال تعلى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، وقال تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكة والموعظة الحسنة)، وقال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) [ رحم الله امرئً سمع حكماً فوعى، ودعي إلى رشاد فدنا وأخذ بحجزة هاد فنجا ].
وعندها أطرقت رأسي خجلاً، وقلت سامحني يا خالي ولكن الحوار ليست فيه اعتبارات، وأنت صادق في ما قلت وما عليك إلا مواصلة النقاش ولكن عليك ذكر دليل الشيعة على أن الإمام علي قد نص عليه من قبل الله تعالى؟
خالي: إذا كنت مدير مدرسة أو شركة وطرأ عليك سفر، فهل تغادرين هذه المدرسة أو تلك الشركة بدون تعيين أي وكيل؟
قلت: طبعاً لا، وليست هذه صفة أي أداري عاقل.
خالي: أذن فهل خرج رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من هذه الدنيا بدون وضع أي حلٍ لامته، فهل كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يجهل بما سيقع من بعده من حروب وفتن واختلافات؟ وهل يعقل أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هذه الشخصية العملاقة التي بنت أعظم حضارة في تاريخ الإنسانية يترك هذه الحضارة، من غير تعين من يرعى شؤونها.
أو ليس من الواجب على الرسول أن يكون حريصاً على العباد، فيختار إليهم من يكون أمامهم في أمور الدين والشريعة؟ أو ليس هو القائل (ستفترق أمتي ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار ألا واحدة).
حاشا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أن يترك أمته سدي، وهو العالم بما سيجري بعده، وقد أثبت التاريخ أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان إذا أراد أن يخرج من المدينة إلى غزوة كان لا يخرج حتى يجعل خليفة، وقد ذكر البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما خرج لغزوة تبوك خلف علي ابن أبي طالب على المدينة وقال له: يا علي ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فيتضح من ذلك أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قد وضع حلاً لأمته.. أليس كذلك؟
قلت: أنا لا أعترض على شي مما قلت، فأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يخرج من هذه الدنيا حتى وضع حلاً.. ولكن لا يعني هذا، أن يكون الحل الذي وضعه هو النص على الإمامة.
خالي: إذن ما هو الحل؟
قلت: الحل هو الشورى بين المسلمين.
خالي: أذن خلاصة هذا الكلام أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان يعلم بما سيجري من بعده، وأنه قد وضع حلاً لامته.. ولكن اختلفنا في نوعية ذلك الحل، فانتم تقولون أن الحل الذي وضعه الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الشورى بين المسلمين.. أما الشيعة، فقد ذهبت إلى أن الحل هو النص والتعيين من قبل الله تعالى ورسوله، وقد أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن الرسول عين من بعده علي وأهل بيته.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page