• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فتنة : بني العاص

مستدرك الحاكم : عن أبي ذرّ ، قال رسول الله (ص) : إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا مال الله دولاً وعباد الله خولاً ودين الله دغْلاً . (1)
ويروى : نظيره عن أبي سعيد الخدري وغيره .
ويروى : عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أُتي به النبي (ص) فدعا له ، فأدخل عليه مروان بن الحكم ، فقال : هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون . (2)
ويروى : عن أبي هريرة ، قال رسول الله (ص) : إني أريت في منامي كأنّ بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزء القردة . (3)
أقول : في حياة الحيوان ، وفي الصحيحين : أن النبي (ص) أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقاً ، وقال : كان ينفخ النار إلى إبراهيم . ونزأ عليه : وثب .
وأما مروان ، فهو ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . فهو ابن عم عثمان بن عفان بن أبي العاص .
ويروى : لما بايع معاوية لابنه يزيد ، قال مروان : سنّة أبي بكر وعمر ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : سنة هِرَقل وقيصر ... مرَّ الحديث في (فتنة بني أمية) . (4)
ويروى أيضاً : أن الحكم استأذن على النبي (ص) ، فعرف النبي (ص) صوته وكلامه ، فقال : ائذنوا له عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم ، وقليل ما هم ، يشرفون في الدنيا ويضعون في الآخرة ، ذوو مكر وخديعة ، يُعطَون في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه .
ويروى أيضاً : عن عبد الله بن الزبير : إن النبي (ص) لعن الحَكَم ووُلْدِه .
قال الحاكم : ليعلم طالب العلم أن هذا باب لم أذكر فيه ثُلث ما روى وأن أول الفتن في هذه الأمة فتنتهم ولم يسعني فيما بيني وبين الله تعالى أن أُخلّي من ذكرهم .
الفائق : أبو هريرة : إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان دين الله دخلاً ومال الله نُحلاً وعباد الله خولاً . (5)
قال الزمخشري : الدَّخَل (بفتحين) هو الغش والفساد ، وحقيقته أن تدخل في الأمر ما ليس منه ، أي يُدخلون في الدين أموراً لم تجر بها السنة . والنُّحل (بالضم) من العطاء ما كان ابتداءً من غير عوض ، والمراد : أنهم يُعطون بغير استحقاق . الخَوَل (بفتحتين) الخَدَم : جمع خائل .
أقول : الدغل كالدخل لفظاً ومعنى . ثم إن الحكم بن أبي العاص عم عثمان وابن عم أبي سفيان ، وهو من مسلمة الفتح ، وأخرجه رسول الله (ص) من المدينة وطرده منها ، فنزل الطائف فلم يزل بها إلى أن وُلّي عثمان ، فردّه إلى المدينة .
البيان والتعريف : ويل لأمتي من هذا ووُلد هذا . أخرجه ابن عساكر عن ضميره ، سببه : أتي رسول الله (ص) بمروان بن الحكم وهو مولود ليُحنّكه فلم يفعل ، وقال : ويل لأمتي ... إلخ . وأخرج عن نافع قال : كنا مع النبي (ص) فمرّ الحكم بن العاص ، فقال النبي (ص) : ويل لأمتي ... إلخ . رواه السيوطي في الجامع الكبير . (6)
الاستيعاب : فقيل في سبب نفي رسول الله (ص) إياه : إنه كان يتحيّل ويستخفي ويتسمّع ما يسره رسول الله (ص) إلى كبار الصحابة في مشركي قريش وسائر الكفار والمنافقين ، فكان يفشي ذلك عليه ، وكان يحكيه في مشيته وبعض حركاته .. إلى أمور غيرها كرهتُ ذكرها . (7)
أقول : يستفاد من هذه الروايات أمور :
1 ـ أن الحكم كان ممن يؤذي رسول الله (ص) ولا يبالي ، بل من الجواسيس عليه ، ويستخفي الأخبار إلى مشركي قريش .
2 ـ أنه كان طريداً لرسول الله وملعوناً على لسانه .
3 ـ أعاذ الدين والمسلمين بالله من شره ومن شر ولده .
4 ـ أن عثمان ردّه إلى المدينة وقرّبه منه وأعطاه وولده المال الكثير من بيت مال المسلمين ، مع علمه بأن رسول الله (ص) لعنه وطرده ولعن وُلده ، وهذا غاية العجب من عثمان حيث إنه خالف صريح عمل رسول الله (ص) وأحب من يبغضه .
الطبقات : فلما حُصر عثمان كان مروان يقاتل دونه أشدّ القتال ، وأرادت عائشة الحج وعثمان محصور ، فأتاها مروان وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عتّاب فقالوا : يا أم المؤمنين ، لو أقمت فإن أمير المؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع الله به عنه ! فقالت : قد حلبت ظهري وعرّيت غرائزي ولست أقدر على المقام ... فقالت عائشة (في جواب مروان) : وددت والله أنك وصاحبك هذا الذي يعْنيك أمره في رِجلِ كل واحد منكما رحا وأنكما في البحر ، وخرجت إلى مكة . (8)
أقول : وهذه عائشة تقول علناً ما تقول في عثمان وفي مروان ، ثم تراها بعد أيام قليلة تصاحب مروان وتمشي في البراري طلباً لدم عثمان ، كل ذلك خلافاً لأهل البيت وبغضاً لعلي بن أبي طالب.
الاستيعاب : أن عائشة قالت لمروان : أمَّا أنت يا مروان ، فأشهد أن رسول الله (ص) لعن أباك وأنت في صلبه . (9)
تاريخ الخلفاء : والأصح ما قال الذهبي : إن مروان لا يُعد في أمراء المؤمنين بل هو باغ خارج على ابن الزبير ، ولا عهده إلى ابنه بصحيح . (10)
ويروى : أسلم يهوديّ اسمه يوسف وكان قرأ الكتب ، فمرّ بدار مروان فقال : ويل لأمة محمد من أهل هذه الدار ، فقلت له : إلى متى ؟ قال حتى تجيء رايات سود من قبل خراسان ، وكان صديقاً لعبد الملك بن مروان ، فضرب يوماً على منكبه وقال : اتّق الله في أمة محمد إذا ملكتهم . فقال : دعني ويحك ما شأني وشأن ذلك . (11)
مستدرك الحاكم : أن رفاعة بن صامت قام قائماً في وسط دار أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، فقال : إني سمعت رسول الله (ص) يقول : سيلي أموركم من بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون ، فلا طاعة لمن عصى الله ، فلا تعتبوا أنفسكم فوالذي نفسي بيده إن معاوية من أولئك ، فما راجعه عثمان حرفاً . (12)
تاريخ الخلفاء : وجهّز يزيد جيشاً إلى أهل مكة ، فقال : أعوذ بالله أيُبعث إلى حرم الله ؟ فضرب يوسف (وهو من قرأ الكتب السالفة) منكبه وقال : جيشك إليهم أعظم . (13)
ويروى : ومن وصية عبد الملك : يا وليد ، اتق الله في ما أخلفك فيه ، وانظر الحجاج فأكرمه فإنه هو الذي وطّأ لكم المنابر ، وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناوأك ، فلا تسمعنّ فيه قول أحد ، وأنت إليه أحوج منه إليك ، وادع الناس إذا متّ إلى البيعة فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا . (14)
ويقول : قلت : لو لم يكن من مساوئ عبد الملك الا الحجاج وتوليته إياه على المسلمين وعلى الصحابة (رضي الله عنهم) يُهينهم ويُذلهم قتلاً وضرباً وشتماً وحبساً ، وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين مالا يُحصى ، فضلاً عن غيرهم ، وختم في عنق أنس وغيره من الصحابة ختماً يريد بذلك ذلهم ، فلا رحمه الله ولا عفا عنه . (15)
ويروى : قال ابن عائشة : أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره ، فأطبقه وقال : هذا آخر العهد بك . (16)
مستدرك الحاكم : عن سعيد ، عن سعد قال : جاء الحارث بن البرصاء وهو في السوق فقال له : يا أبا إسحاق إني سمعت مروان يزعم أن مال الله ماله ! من شاء أعطاه ومن شاء منعه ، فقال له : أنت سمعته يقول ذلك ؟ قال : نعم ، قال سعيد : فأخذ بيدي سعيد وبيد الحارث حتى دخل على مروان فقال : يا مروان ، أنت تزعم أن مال الله مالك من شئت أعطيته ومن شئت منعته ؟ قال : نعم ، قال : فأدعو ؟ ورفع سعد يديه ، فوثب إليه مروان وقال : أنشدك الله أن لا تدعو ! هو مال الله من شاء أعطاه ومن شاء منعه . (17)
ويروي بسند آخر ما يقرب منه .
البدء والتاريخ : ذكر مروان بن الحكم وأخذ بيعة أهل الشام له : بويع له بالأردن سنة أربع وستين ، وهو أول من أخذ الخلافة بالسيف ، وكان يلقّب خيط باطل لطوال قامته واضطراب خلقه . وفيه يقول الشاعر :
لحى الله قوماً أمّروا خيط باطــل = على الناس يُعطي من يشاء ويمنع (18)
ويروى : ومات الحجاج في ولاية الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وقد بلغ من السن ثلاثاً وخمسين سنة ، وولي الحجاز والعراق عشرين سنة ، وكان قتل من الأشراف والرؤساء مئة ألف وعشرين ألفاً سوى عوام الناس ومن قُتل في معارك الحروب ، وكان مات في حبسه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة . وقالت امرأة الحجّاج :
ألا يا أيها الجسد المُسجّى = لقد قرّت بمصرعك العيون
وكنت قرين شيطان رجيم = فلما مُتّ سلّمك القرين (19)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الحاكم ، ج 4 ، ص480 .
2 ـ نفس المصدر ، ص479 .
3 ـ نفس المصدر 480 .
4 ـ نفس المصدر ، ص481 .
5 ـ الفائق ، ج 1 ، ص393 .
6 ـ البيان والتعريف ، ج 2 ، ص266 .
7 ـ الاستيعاب ، ج 1 ، ص359 .
8 ـ الطبقات ، ج 5 ، ص36 .
9 ـ الاستيعاب ، ج 1 ، ص360 .
10 ـ تاريخ الخلفاء ، ص82 .
11 ـ تاريخ الخلفاء ، ص84 .
12 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص357 .
13 ـ تاريخ الخلفاء ، ص84 .
14 ـ نفس المصدر ، ص85 .
15 ـ نفس المصدر السابق ، ص86 .
16 ـ نفس المصدر ، ص84 .
17 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص500 .
18 ـ البدء والتاريخ ، ج 6 ، ص19 .
19 ـ نفس المصدر السابق ، ص40 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page