• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فتنة : بني أمية

مستدرك الحاكم : عن أبي ذرّ ، قال رسول الله (ص) : إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله نحلاً وكتاب الله دغلاً . (1)
أقول : الخَوَل (بفتحتين) العبيد والإماء . والنُحل بالضم بمعنى العطية . والدَغَل كالدخل لفظاً ومعنى .
ويروي : لما بايع معاوية لابنه يزيد ، قال مروان : سنة أبي بكر وعمر ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : سنة هِرَقل وقَيصر ، فقال : انزل الله فيك : (وَالَّذي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) . قال: فبلغ عائشة ، فقالت : كذب والله ما هو به ، ولكنّ رسول الله (ص) لعن أبا مروان ومروان في صلبه ، فمروان فضض من لعنة الله عَزَّ وجَلَّ . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين . (2)
أقول : معاوية هو ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . فأبو سفيان وعفان والحكم بنو أعمام .
ويروي : عن الخدري ، قال رسول الله (ص) : إن أهل بيتي سيَلقون من بعدي قتلاً وتشريداً ، وأن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم . (3)
الفائق : كتب معاوية إلى مروان ليبايع الناس ليزيد بن معاوية ، فقال عبد الرحمن : أجئتم بها هِرَقليّة قوقيّة تُبايعون لأبنائكم ! فقال مروان : أيها الناس ، هذا الذي قال الله عَزَّ وجَلَّ : (وَالَّذي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) ... الآية . فغضبت عائشة فقالت : والله ما هو به ، ولو شئت أن اسميه لسميته ، ولكنّ الله لعن أباك وأنت في صلبه ، فأنت فضض من لعنة الله ولعنة رسوله . وروى فضيض وفُظاظة . (4)
قال الزمخشري : هِرَقل بالكسر فالفتح كان من ملوك الروم وكذلك قوق ، يريد أن البيعة للأولاد من عادتهم . والفَضَضْ (بفتحين) بمعنى : الكسر ، والفضيض : الماء الغريض . والفُظاطة (بالضم) : الماء المعتصر .
الاستيعاب : عن الحسن أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة إليه ، فقال : قد صارت إليك بعد تيم وعديّ ، فأدِرها كالكُرة ، واجعل أوتادها بني أمية ، فإنما هو الملك ، ولا أدري ما جنة ولا نار . فصاح به عثمان : قم عني فعل الله بك وفعل . (5)
وله أخبار من نحو هذا ردية ذكرها أهل الأخبار لم أذكرها .
العقد الفريد : ولما مات الحسن بن عليّ حج معاوية ، فدخل المدينة وأراد أن يلعن علياً على منبر رسول الله (ص) ، فقيل له : إن ها هنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه ، فأرسل إليه وذكر له ذلك ، فقال : إن فعلت لأخرجنّ من المسجد ثم لا أعود إليه . فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد ، فلمَّا مات لعنه على المنبر ، وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر ، ففعلوا . فكتبت أم سلمة زوج النبي (ص) إلى معاوية : إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه ، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله . فلم يلتفت إلى كلامها . (6)
ويروي أيضاً : وكان جميع من قتل يوم الحَرّة من قريش والأنصار ثلاثمئة رجل وستة رجال ، ومن الموالي وغيرهم أضعاف هؤلاء ، وبعث مسلم بن عقبة برؤوس أهل المدينة إلى يزيد ، فلما ألقيت بين يديه جعل يتمثّل بقول ابن الزبعرّى يوم أحد :
ليت أشياخــي ببـدر شهدوا = جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلـوا واستهلّــوا فرحــاً = ولقالــوا ليزيــد لا فشـل
فقال له رجل من أصحاب رسول الله (ص) : ارتددت عن الإسلام يا أمير المؤمنين ! قال : بلى ، استغفر الله . قال : والله لا ساكنتك أرضاً أبداً ، وخرج عنه . (7)
تهذيب ابن عساكر : عن جنيد قال : أتيت من حوران إلى دمشق لأخذ عطائي ، فصلّيت الجمعة ثم خرجت من باب الدرج ، فإذا عليه شيخ يقال له أبو شيبة القاصّ يقصّ على الناس ، فرغّب فرغبنا وخوّف فبكينا ، فلما انقضى حديثه قال : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ! فلعنوا أبا تراب (عليه السلام) ، فالتفتّ إلي من على يميني ، فقلت له : فمن أبو تراب ؟ فقال : عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأول الناس إسلاماً وأبو الحسن والحسين ، فقلت : ما أصاب هذا القاصّ ؟! فقمت إليه وكان ذا وفرة فأخذت وفرته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأبطح برأسه الحائط ، فصاح فاجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام بن عبد الملك ، وأبو شيبة يقدمني ، فصاح : يا أمير المؤمنين قاصّك وقاصّ آبائك وأجدادك أتى إليه اليوم أمر عظيم ، قال : من فعل بك ؟ فقال : هذا ، فالتفت إلي هشام وعنده أشراف الناس فقال : يا أبا يحيى ، متى قدمت ؟ فقلت : آمن ، وأنا على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركتني صلاة الجمعة فصليت وخرجت إلى باب الدرج ، فإذا هذا الشيخ قائماً يقصّ فجلست إليه فقرأ فسمعنا فرغّب من رغّب وخوّف من خوّف ودعا فأمنّا . وقال في آخر كلامه : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ، فسألت : من أبو تراب ؟ فقيل : عليّ بن أبي طالب أول الناس إسلاماً وابن عمّ رسول الله وأبو الحسن والحسين وزوج بنت رسول الله ، فوالله يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت ، فكيف لا أغضب لصهر رسول الله وزوج ابنته . فقال هشام : بئس ما صنع ، ثم عقد لي على السِّند ، ثم قال لبعض جلسائه : مثل هذا لا يجاروني هاهنا فيُفسد علينا البلد ، فباعدته إلى السِّند ، فلم يزل بها إلى أن مات.(8)
أقول : يستفاد من هذه الكلمات أمور :
1 ـ أخبر رسول الله (ص) بأن بني أمية إذا بلغوا أربعين رجلاً اتخذوا عباد الله عبيداً وكتاب الله دخلاً .
2 ـ قالت عائشة :  إن رسول الله (ص) لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فَضَض من لعنة الله تعالى .
3 ـ قال رسول الله (ص) : إن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية .
4 ـ قال أبو سفيان لعثمان : واجعل أوتادها بني أمية فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار .
5 ـ كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عماله : أن يلعنوا علياً على المنابر ، ففعلوا ، وكتبت أم سلمة أنا أشهد أن الله أحبّه ورسوله .
6 ـ وكان جميع من قتل يوم الحرة من قريش والأنصار ثلاثمئة وستة رجال ، ومن الموالي وغيرهم أضعاف ذلك .
7 ـ كان يزيد يتمثّل بالشعر :
ليت أشياخي ببدر شهدوا = ...
فقال صحابيّ : ارتددت عن الإسلام .
8 ـ كان القاصّ بدمشق يقول : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ، فغضب رجل عليه ، فساقوه إلى هشام ، فعقد له على السند .
وقد ذكرنا ما يتعلّق بهذه الفتنة في فتنة حكومة يزيد ، فراجع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الحاكم ج 4 ، ص479 .
2 ـ نفس المصدر ، ص481 .
3 ـ نفس المصدر ، ص487 .
4 ـ الفائق ج 3 ، ص203 .
5 ـ الاستيعاب ج 4 ، ص1679 .
6 ـ العقد الفريد ج 4 ، ص366 .
7 ـ نفس المصدر السابق ، ص390 .
8 ـ تهذيب ابن عساكر ج 3 ، ص407 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page