• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فتنة : الخوارج المارقين

الملل والنحل : كذلك الخلاف بينه وبين الشُراة المارقين بالنهروان عقداً وقولاً ، ونصب القتال معه فعلاً ، ظاهر معروف ، وبالجملة كان عليّ مع الحق والحق معه . (1)
الشريعة : قال محمد بن الحسين : لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء عُصاة لله عَزَّ وجَلَّ ولرسوله (ص) وإن صلّوا وصاموا واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس ذلك بنافع لهم ؛ لأنهم قوم يتأوّلون القرآن على ما يهوون ويُموّهون على المسلمين ، وقد حذّرنا الله عَزَّ وجَلَّ منهم وحذّرنا النبيّ (ص) وحذّرناهم الخلفاء الراشدون بعده وحذّرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم . والخوارج هم الشُراة الأنجاس الأرجاس ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج . (2)
تاريخ الطبري : ثم قال لهم من زعيمكم ؟ قالوا : ابن الكّوّاء . قال عليّ : فما أخرجكم علينا ؟ قالوا : حكومتكم يوم صفّين . قال : أنشدكم بالله أتعلمون أنهم حيث رفعوا المصاحف فقلتم : نجيبهم إلى كتاب الله ، قلت لكم : إني أعلم بالقوم منكم ، إنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، إني صحبتهم وعرفتهم أطفالاً ورجالاً ، فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال ، امضوا على حقكم وصدقكم ، فإنما رفع القوم هذه المصاحف خديعة ودَهناً ومكيدة ، فرددتم عليّ رأيي وقلتم : لا بل نقبل منهم . فقلت لكم : اذكروا قولي لكم ومعصيتكم إيَّايَّ ، فلمَّا أبيتم إلا الكتابَ اشترطت على الحكمين أن يُحييا ما أحيا القرآن وأن يُميتا ما أمات القرآن ، فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكماً يحكم بما في القرآن ، وإن أبيا فنحن من حكمهما براء . قالوا له : فخبّرنا أتُراه عدلاً تحكيم الرجال في الدماء ؟ فقال : إنا لسنا حكّمنا الرجال إنما حكّمنا القرآن وهذا القرآن إنما هو خطّ مسطور بين دفّتين لا ينطق ، إنما يتكلّم به الرجال . قالوا : فخبّرنا عن الأجل لِمَ جعلته فيما بينك وبينهم ؟ قال : ليعلم الجاهل ويتثبّت العالم ، ولعل الله عَزَّ وجَلَّ يُصلح في هذه الهُدنة هذه الأمة ، ادخلوا مصركم رحمكم الله . فدخلوا من عند آخرهم . (3)
ويروي أيضاً : أن علياً قال لأهل النهر : يا هؤلاء ، إنّ أنفسكم قد سوّلت لكم فراق هذه الحكومة التي أنتم ابتدأتموها ، وسألتموها وأنا لها كاره ، وأنبأتكم أن القوم سألوكموها مكيدة ودَهناً ، فأبيتم عليّ إباء المخالفين وعدلتم عنّي عدول النكداء العاصين ، حتى صرفت رأيي إلى رأيكم ، وأنتم والله معاشر أخفّاء الهام سفهاء الأحلام فلم آتِ لكم ـ لا أباً لكم ـ حراماً ، والله ما خبلتكم عن أموركم ولا أخفيت شيئاً من هذا الأمر عنكم ولا أوطأتكم عُشوة ولا دنيت لكم الضرّاء . وإن كان أمرنا لأمر المسلمين ظاهراً ، فأجمع رأي ملئكم على أن اختاروا رجلين ، فأخذنا عليهما أن يحكما بما في القرآن ولا يعدواه ، فتاها وتركا الحق وهما يُبصرانه ، وكان الجور هواهما ، وقد سبق استيثاقنا عليهما في الحكم بالعدل ، والصدّ للحق بسوء رأيهما وجور حكمهما والثقة في أيدينا لأنفسنا حين خالفا سبيل الحقّ وأتيا بما لا يعرف ، فبيّنوا لنا بماذا تستحلّون قتالنا والخروج من جماعتنا ، إن اختار الناس رجلين أن تضعوا أسيافكم على عواتقكم ثمّ تستعرضوا الناس تضربون رقابهم وتسفكون دماءهم إن هذا لهو الخسران المبين ، والله لو قتلتم على هذا دجاجة لعظم عند الله قتلها ، فكيف بالنفس التي قتلها عند الله حرام . (4)
أقول : الناكد : الشديد وقليل الخير . الأخفّاء : جمع خفيف . الهام : جمع هامة وهي الرأس . خبله : أفسده . أوطأه الأرض : جعله يطأه ووافقه . والعُشوة : الالتباس والحيرة . والاسيثاق : اخذ الوثيقة .

روايات في الخوارج :
وقد أشار رسول الله (ص) في كلماته إلى هذه الطائفة ، وأنهم قوم متعبدون متزهّدون ، لم يدخل نور المعرفة وروح الحقيقة في قلوبهم ، ولم يعرفوا من الإسلام إلا ظواهر منه ، وهم يحسبون أنهم مهتدون ، ألا أنهم هم الجاهلون المستكبرون .
مسند أحمد : عن أبي كثير مولى الأنصار قال : كنت مع سيّدي عليّ بن أبي طالب (رض) حيث قُتل أهل النهروان ، فكان الناس في أنفسهم من قتلهم . فقال عليّ (رض) : يا أيها الناس إن رسول الله (ص) قد حّدثنا بأقوام يَمرقون من الدين كما يَمرق السهم من الرميّة ثم لا يرجعون فيه أبداً حتى يرجع السهم على فوقه ، وإن آية ذلك أن فيهم رجلاً أسود مُخدج اليد أحد ثدييه كثدي المرأة ... إلخ . (5)
مسند أحمد : عن أبي سعيد الخدري قال : إن أبا بكر جاء إلى رسول الله (ص) فقال : يا رسول الله ، إني مررت بوادي كذا وكذا ، فإذا رجل متخشّع حسن الهيئة يصلي ، فقال له النبي (ص) : اذهب إليه فاقتله ، قال : فذهب إليه أبو بكر ، فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله ، فرجع إلى رسول الله (ص) ، قال : فقال النبي (ص) لعمر : اذهب فأقلته ، فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر ، قال ، فكره أن يقتله ، قال فرجع فقال : يا رسول الله ، إني رأيته يصلي متخشّعاً فكرهت أن أقتله . قال : يا عليّ ، اذهب فاقتله ، قال فذهب عليّ فلم يره ، فرجع فقال : يا رسول الله إنه لم يره ، قال ، النبي (ص) : إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يَمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فُوقِه ، فاقتلوهم هم شر البرية . (6)
البخاري بإسناده : قال أبو سعيد الخدري : بينما نحن عند رسول الله (ص) وهو يقسم قسماً إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل ! فقال : ويلك !! ومن يعدل إذا لم أعدل ، قد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل ، فقال عمر : يا رسول الله ، ائذن لي فيه فأضرب عنقه ، فقال : دعه ، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمّية ، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ... آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تَدَرْدَرُ ويخرجون على حين فرقة من الناس . قال أبو سعيد : فاشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله (ص) وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأُتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي (ص) الذي نعته . (7)
وفي مسند أحمد : ما يقرب منها . (8)
ويروي البخاري أيضاً بإسناده : يقول رسول الله (ص) : يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم ، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمّية ، ينظر في السهم فلا يرى شيئاً . (9)
ويروي بإسناده : عن عبد الله بن عمر ، ذكر الحروريّة فقال : قال النبي (ص) : يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمّية . (10)
ويروي أيضاً : جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميميّ فقال : اعدل يا رسول الله ! فقال : ويلك !! من يعدل إذا لم أعدل ... الرواية .
ويروي أيضاً بإسناده : قلت لسهل بن حنيف : هل سمعت النبي (ص) يقول في الخوارج شيئاً ؟ قال : سمعته يقول وأهوى بيده قِبَل العراق :  يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرّمية .
ويروي مسلم : روايات بهذه المضامين ، وفيها أنه سيخرج من ضضيء هذا قوم يتلون كتاب الله ليّنا رطبا ، لئن ادركتُهم لأقتلنّهم قتل ثمود . (11)
ويروي بإسناده : أنّ رسول الله (ص) قال : تمرق مارقة في فرقة من الناس فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق . (12)
ويروي أيضاً بإسناده : سيماهم التحالق ، قال : هم شرّ الخلق ، يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحقّ .
ويروي أيضاً بإسناده : قال عليّ رضي الله عنه : أيها الناس ، إني سمعت رسول الله (ص) يقول : يخرج قوم من أمّتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قرائتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يَمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمّية ، لو يعلم الجيش الذين يُصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم (ص) لاتكلوا عن العمل ، وآيةُ ذلك أن فيهم رجلاً له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض ، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم ، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس ، فسيروا على اسم الله !
قال سلمة بن كهيل : فنزّلني زيد بن وهب الراسبي منزلاً حتى قال : مررنا على قنطرة فلما التقينا ، وعلى الخوارج يومئذٍ عبد الله بن وهب الراسبي ، فقال لهم : ألقوا الرماح وسلّوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء ، فرجعوا فوحّشوا برماحهم وسلّوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم ، قال : وقُتل بعضهم على بعض وما أُصيب من الناس إلا رجلان ، فقال عليّ رضي الله عنه : التمسوا فيهم المُخدّج . (13) فالتمسوه فلم يجدوه ، فقام علي رضي الله عنه بنفسه حتى أتى ناساً قد قُتل بعضهم على بعض ، قال : أخّروهم ، فوجدوه مما يلي الأرض ، فكبّر ثم قال : صدق الله وبلّغ رسوله ، قال : فقام إليه عبيدة السلماني فقال : يا أمير المؤمنين ، الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله (ص) ؟ فقال :  أي والله الذي لا إلا هو . حتى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له . (14)
وفي مسند أحمد : ما يقرب منها . (15)
ويروي مسلم أيضاً بإسناده : أنّ الحروريّة لما خرجت ، وهو مع عليّ بن أبي طالب (رض) ، قالوا : لا حكم إلا لله ، قال عليّ : كلمة حق أريد بها باطل ؛ إن رسول الله (ص) وصف ناساً إني لأعرف صفتهم في هؤلاء ، يقولون الحق بألسنتهم ، لا يجوز هذا منهم ( وأشار إلى حلقه ) من أبغض خلق الله إليه ، منهم أسود إحدى يديه طُبى شاة أو حَلَمة ثدي . فلما قتلهم علي بن أبي طالب (رض) قال : انظروا ، فنظروا فلم يجدوا شيئاً ، فقال : ارجعوا ، فوالله ما كذبت ولا كُذبت مرتين أو ثلاثاً ، ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه ، قال عبيد الله : وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول عليّ فيهم . (16)
ابن ماجة بإسناده : عن رسول الله (ص) قال : الخوارج كلاب النار . (17)
ويروي : روايات أخر بمضامين ما روى في البخاري ومسلم .
السيرة النبوية : جاء رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة ، فوقف عليه وهو يعطي الناس ... قريباً من البخاري ج 2 ، ص172 . (18)
سنن النسائي : فاقبل رجل غائر العينين ، ناتيء الوجنتين ، كثُّ اللحية ، محلوق الرأس ،  فقال : يا محمد ، اتق الله . قال : من يطع الله إذا عصيته !! أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني ، فسأل رجل من القوم قتله فمنعه ، فلما ولّى قال : إن من ضضيء هذا قوماً يخرجون يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة ، يقتلون أهل الإسلام ويَدَعون أهل الأوثان  ، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد . (19)
ثمّ يروي روايات أخر قريبة من المضامين السابقة .
مقالات الإسلاميين : فأمر معاوية أصحابه برفع المصاحف وبما أشار به عليه عمرو بن العاص ، ففعلوا ذلك ، فاضطرب أهل العراق على عليّ (رضوان الله عليه) وأبوا عليه إلا التحكيم ، وأن يبعث عليّ حكماً ويبعث معاوية حكماً ، فأجابهم عليّ إلى ذلك بعد امتناع أهل العراق عليه غلاً يجيبهم إليه ، فلما أجاب عليّ إلى ذلك ، وبعث معاوية وأهل الشام عمرو بن العاص حكماً ، وبعث عليّ وأهل العراق أبا موسى حكماً ، وأخذ بعضهم على بعض العهود والمواثيق : اختلف أصحاب عليّ عليه وقالوا : قال الله تعالى (فَقاتِلُوا الَّتي‏ تَبْغي‏ حَتَّى تَفي‏ءَ إِلى‏ أَمْرِ اللَّه‏) ، ولم يقل وحاكموهم وهم البُغاة ، فإن عدتَ إلى قتالهم وأقررت على نفسك بالكفر إذ أجبتَهم إلى التحكيم ، وإلا نابذناك وقاتلناك ، فقال عليّ (رضوان الله عليه) : قد أبيت عليكم في أول الأمر فأبيتم إلا إجابتهم إلى ما سألوا ، فأجبناهم وأعطيناهم العهود والمواثيق ، وليس يسوغ لنا الغدر . فأبوا إلا خلعه وإكفاره بالتحكيم وخرجوا عليه ، فسُمّوا خوارج . (20)
سنن أبي داود : قال رسول الله (ص) : تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها ولّى الطائفتين بالحق . (21)
ويروي : عن رسول الله (ص) : سيكون في أمتي اختلاف وفرقة ، قوم يُحسنون القيل ويُسيئون الفعل ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة ، لا يرجعون حتى يرتدّ على فوقه ، هم شرّ الخلق والخليقة ، طوبى لمن قتلهم . (22)
ويروي أيضاً : مثل ما في مسلم ، ص115 .

الاحتجاج معهم :
خصائص النسائي : يروي روايات كما في البخاري ومسلم . (23)
ويروي أيضاً : عن ابن عباس قال : لما خرجت الحروريّة اعتزلوا في دارهم وكانوا ستة آلاف ، فقلت لعليّ رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، أيرد بالظهر لعلّي آتي هؤلاء القوم فاكلّمهم ، قال : إنّي أخاف عليك ، قلت : كلا ، قال : فقمت وخرجت ودخلت عليهم في نصف النهار وهم قائلون ، فسلمت عليهم فقالوا : مرحباً بك يا ابن عباس فما جاء بك ؟ قلت لهم : أتيتكم من عند أصحاب النبي (ص) وصهره ، عليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم أحد ، لأبلّغكم ما يقولون وتُخبرون بما تقولون ! قلت : أخبروني ماذا نقمتم على أصحاب رسول الله (ص) وابن عمّه ؟ قالوا : ثلاث . قلت : ما هنّ ؟ قالوا : أما إحداهن فإنه حكّم الرجال في أمر الله وقال الله تعالى : (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّه‏) ، ما شأن الرجال والحكم ؟! فقلت : هذه واحدة ، قالوا : وأما الثانية فإنه قاتل ولم يسلب ولم يغنم فإن كانوا كفاراً سلبهم وإن كانوا مؤمنين ما أحلّ قتالهم ، قلت : هذه اثنان فما الثالثة ؟ قالوا : إنه محى نفسه عن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين .
قلت : هل عندكم شيء غير هذا ؟ قالوا : حسبنا هذا ، قلت : أرأيتم أن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنّة نبيه (ص) ما يردّ قولكم أترضون ؟ قالوا : نعم .
قُلت : أما قولكم : (حكّم الرجال في أمر الله) فأنا أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صيّر الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم فأمر الله الرجال أن يحكموا فيه ، قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ ...) الآية ، فنشدتكم بالله تعالى أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم ، وأنتم تعلمون أن الله لو شاء لحكم ولم يُصيّر ذلك إلى الرجال ، قالوا : بل هذا أفضل . وفي المرأة وزوجها : قال الله تعالى :  (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُريدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما ...) الآية ، فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة ؟ أخرجتُ من هذه ؟ قالوا : نعم .
قلت وأما قولكم : (قاتلَ ولم يسلب ولم يَغنم) : أفتسلبون أمكم عائشة وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم ؟ فإن قلتم : إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم ، ولإن قلتم : ليست بأمنا فقد كفرتم ، لأنّ الله تعالى يقول : (النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) ، فأنتم تدورون بين ضلالتين فأتوا منها بمَخرج ! قلت : فخرجتُ من هذه ؟ قالوا : نعم .
وأما قولكم : (محى اسمه من أمير المؤمنين) ، فأنا آتيكم بمن ترضون ، وأراكم قد سمعتم أن النبي (ص) يوم الحُديبية صالح المشركين فقال لعليّ (رضي الله عنه) : أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله (ص) . فقال المشركون : لا والله ! ما نعلم أنك رسول الله ، لو نعلم أنك رسول الله لأطعناك ، فاكتب يا محمد بن عبد الله . فقال رسول الله (ص) : امحُ يا علي رسول الله ، اللَّهُم إنك تعلم أني رسولك ، امحُ يا علي واكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله . فوالله رسول الله خير من عليّ وقد محا نفسه ولم يكن محوه ذلك يَمحاه من النبوّة ، أخرجتُ من هذه ؟ قالوا : نعم . فرجع منهم ألفان ، وخرج سائرهم فقُتلوا على ضلالتهم ، فقتلهم المهاجرون والأنصار . (24)
المستدرك : قال : لما خرجت الحروريّة ... فخرجتُ إليهم ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن ، قال أبو زميل : كان ابن عباس جميلاً جهيزاً ، قال ابن عباس : فأتيتهم وهم مجتمعون في دارهم قائلون ، فسلّمت عليهم ، فقالوا : مرحباً بك يا ابن عباس ، فما هذه الحلة ؟ قال : قلت : ما تعيبون عليّ ! لقد رأيت على رسول الله (ص) أحسن ما يكون من الحلل ، ونزلت : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زينَةَ اللَّهِ الَّتي‏ أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْق‏) ، قالوا : فما جاء بك ؟ قلت : أتيتكم من عند صحابة النبي (ص) من المهاجرين والأنصار لأبلّغكم ... قالوا : وأما الأخرى فإنه قاتل ولم يسلب ولم يغنم ، ... كما في الخصائص باختلاف يسير . (25)
ويروي : عن عبد الله بن شدّاد قال : قدمت على عائشة ... قالت : فحدّثني عن قصّتهم ؟ قلت : إن علياً لما كاتب معاوية وحكّم الحكمين ، خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس ، فنزلوا أرضاً من جانب الكوفة يقال لها حروراء ، وأنهم أنكروا عليه ... فلما أن بلغ عليّاً ما عتوا عليه وفارقوه ، أمر فأذّن مؤذّن لا يدخلنّ على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن ، فلما أن امتلأ الدار من القرّاء دعا بمصحفٍ عظيم فوضعه عليّ بين يديه ، فطفق يصكّه بيده ويقول : أيها المصحف حدِّث الناس ، فناداه الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ما تسأله عنه ؟! إنما هو ورق ومداد ، ونحن نتكلم بما رأينا منه فماذا تريد ، قال : أصحابكم الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله ، يقول الله عَزَّ وجَلَّ في امرأة ورجل : ... ( كما في الخصائص ) ، يقول الله في كتابه : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في‏ رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) ، فبعثه إليهم عليّ بن أبي طالب ، فخرجت معهم حتى إذا توسّطنا عسكرهم قام ابن الكّوّاء فخطب الناس فقال : يا حملة القرآن ، إن هذا عبد الله بن عباس ... فواضعوه على كتاب الله ثلاثة أيام ، فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب بينهم ابن الكّوّاء حتى أدخلهم على عليّ ، فبعث عليّ إلى بقيّتهم ، فقال : قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم حتى يجتمع امة محمد (ص) .. فقالت له عائشة : يا ابن شدّاد ، فقد قتلهم ؟ فقال : والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء بغير حق الله ، وقتلوا ابن خباب واستحلّوا أهل الذمة ، فقالت :  الله ؟ قلت : الله الذي لا إله إلا هو . قالت : فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدّثون به يقولون : ذو الثدي ذو الثدي ؟ فقلت : قد رأيته ووقفتُ عليه مع عليّ في القتلى ، فدعا الناس فقال : هل تعرفون هذا ... قالت : فما قول عليّ حين قام عليه كما يزعم أهل العراق ؟ قلت سمعته يقول : صدق الله ورسوله ، قالت : وهل سمعته أنت منه قال غير ذلك ؟ قلت : اللَّهُم لا ، قالت : أجل صدق الله ورسوله . (26)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .
مسند أحمد : نظيرها . (27)
الالعقد الفريد : أن علياً لما اختلف عليه أهل النهروان والقرى وأصحاب البرانس ، ونزلوا قرية يقال لها : حروراء ، وذلك بعد وقعة الجمل ، فرجع إليهم عليّ بن أبي طالب فقال لهم : يا هؤلاء ، من زعيمكم ؟ قالوا : ابن الكوّاء . قال : فليبرز إليَّ ! فخرج إليه ابن الكوّاء ، فقال له عليّ : يا ابن الكوّاء ، ما أخرجكم علينا بعد رضاكم بالحكمين ومُقامكم بالكوفة ؟ قال : قاتلتَ بنا عدواً لا نشك في جهاده فزعمت أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ، فبينما نحن كذلك إذ أرسلتَ منافقاً وحكّمت كافراً ، وكان مما شكّك في أمر الله أن قلت للقوم حين دعوتهم : كتابُ الله بيني وبينكم فإن قضى عليّ بايعتكم وإن قضى عليكم بايعتموني ، فلولا شكُّك لم تفعل هذا والحق في يدك . فقال عليّ : يا ابن الكوّاء ، إنما الجواب بعد الفراغ : أفرغت فأجيْبُك ؟ قال : نعم . قال عليّ : أما قتالك معي عدوّاً لا نشك في جهاده ، فصدقتَ ولو شككتُ فيهم لم أقاتلهم . وأما قتلانا وقتلاهم : فقد قال الله في ذلك ما يُستغنى به عن قولي . وأما إرسالي المنافق وتحكيمي الكافر : فأنت أرسلت أبا موسى مبرنساً ، ومعاوية حكّم عمراً ، أتيت بأبي موسى مبرنساً فقلت : لا نرضى إلا أبا موسى . فهلا قام إليّ رجل منكم ، فقال : يا عليّ ، لا نعطي هذه الدّنية فإنها ضلالة ! وأما قولي لمعاوية : إن جرّني إليك كتاب الله تبعتك وإن جرّك إلي تبعتني : زعمت إني لم أُعط ذلك إلا من شك ، فقد علمتُ أن أوثق ما في يدك هذا الأمر فحدّثني ويحك عن اليهودي والنصراني ومشركي العرب أهم أقرب إلى كتاب الله أم معاوية وأهل الشام ؟ قال : بل معاوية وأهل الشام أقرب . قال عليّ : أفرسول الله (ص) كان أوثق بما في يديه من كتاب الله أو أنا ؟ قال : بل رسول الله . قال : أفرأيت الله تبارك وتعالى حين يقول : (قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى‏ مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقين‏) ، أمَا كان رسول الله يعلم أنه لا يؤتى بكتاب هو أهدى مما في يديه ؟  قال : بلى . قال : فلِمَ أعطى رسول الله القوم ما أعطاهم ؟ قال : إنصافاً وحجة . قال :  فإني أعطيت القوم ما أعطاهم رسول الله . قال ابن الكوّاء : فإني أخطأت ، هذه واحدة ، زدني ! قال عليّ : فما أعظم ما نقمتم عليّ ؟ قال : تحكيم الحكمين ، نظرنا في أمرنا فوجدنا تحكيمهما شكاً وتبذيراً . قال عليّ : فمتى سُمّي أبو موسى حكماً ؟ حين أرسل أو حين حكّم ؟ قال : حين أرسل . قال : أليس قد سار وهو مسلم وأنت ترجو أن يحكم بما أنزل الله ؟ قال : نعم . قال عليّ : فلا أرى الضلال في إرساله . فقال ابن الكوّاء : سمي حكماً حين حكّم . قال : نعم ، إذاً فإرساله كان عدلاً . أرأيت يا ابن الكواء لو أن رسول الله بعثت مؤمناً إلى قوم مشركين يدعوهم إلى كتاب الله ، فارتدّ على عقبه كافراً ، كان يضرّ نبيّ الله شيئاً ؟ قال : لا ، قال عليّ : فما كان ذنبي إن كان أبو موسى ضلّ ، هل رضيت حكومته حين حكم أو قوله إذ قال ؟ قال ابن الكوّاء : لا ، ولكنّك جعلت مسلماً وكافراً يحكمان في كتاب الله . قال عليّ : ويلك يا ابن الكوّاء !! هل بعثَ عمراً غيرُ معاوية ، وكيف أحكّمه وحُكمه على ضرب عنقي ! إنما رضي به صاحبه كما رضيت أنت بصاحبك ، وقد يجتمع المؤمن والكفر يحكمان في الله . أرأيت لو أن رجلاً مؤمناً تزوّج يهودية أو نصرانية فخافاً شقاق بينهما ، ففزع الناس إلى كتاب الله ، وفي كتابه : (فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها)  فجاء رجل من اليهود أو رجل من النصارى ورجل من المسلمين الذين يجوز لهما أن يحكما في كتاب الله ، فحكما . قال ابن الكوّاء : وهذه أيضاً ، أمهِلنا حتى ننظر . فانصرف عنهم عليّ . (28)
الإمامة والسياسة : لما خرج جميع الخوارج وتوافوا إلى النهروان ، قام عليّ بالكوفة على المنبر : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإن معصية العالم الناصح تورث الحسرة وتُعقّب الندامة ، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة بأمري فأبيتم إلا ما أردتم ، فأحييا ما أمات القرآن وأماتا ما أحيى القرآن ، واتّبع كلّ واحد منهما هواه يحكم بغير حجة ولا سنة ظاهرة ، واختلفا في أمرهما وحكمهما ، فكلاهما لم يُرشد الله ، فبريء الله منهما ورسوله وصالحو المؤمنين . فاستعدّوا للجهاد . (29)
أقول : فنشير إلى جملات من أحاديث هذه الفتنة بالترتيب ليعتبر من اعتبر وينكشف الحق .
1 ـ كان علي مع الحق والحق معه .
2 ـ إن الخوارج قوم عُصاة لله ولرسوله . الخوارج هم الشُراة الأنجاس . إن أنفسكم سوّلت لكم فراقَ هذه الحكومة . هم شرّ البرية ، هم شرّ الخلق . الخوارج كلاب النار . إنهم يتأوّلون القرآن على ما يَهوون . بماذا تستحلّون قتالنا والخروج من جماعتنا . يمرقون من الدين . يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . لا تجاوز صلاتهم تراقيهم . فإنهم قد سفكوا الدم الحرام . حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء بغير حق .
4 ـ فرددتم عليّ رأيي وقلتم : لا . أنتم ابتدأتموها وسألتموها وأنا لها كاره . فأبيتم عليّ إباء المخالفين . فقلت : لا نرضى إلا أبا موسى . فإن معصية العالم النّاصح تورث الحسرة . فأبيتم إلا ما أردتم .
5 ـ اشترطت على الحَكمين أن يُحييا ما أحيا القرآن . إنا لسنا حكّمنا الرجال إنما حكّمنا القرآن ، فأخذنا عليهما أن يحكما بما في القرآن ولا يعدواه فتاه وتركا وإن أبيا فنحن من حكمهما بُرآء .
6 ـ فتاها وتركا الحق وهما يَبصرانه وكان الجور هواهما . فأحييا ما أمات القرآن وأماتا ما أحيى القرآن واتبع كل واحد منهما هواه يحكم بغير حجة ولا سنة .
7 ـ قال النبي (ص) : فاقتلوهم هم شرّ البرية . وقال : يمرقون من الإسلام مروق السهم . وقال : لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل ثمود . وقال : فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق . وقال : لئن أنا أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد . وقال : طوبى لمن قتلهم .

ويروي أيضاً : مثل ما في مسلم ، ص115 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الملل والنحل ، ج 1 ، ص23 .
2 ـ الشريعة ، ص21 .
3 ـ تاريخ الطبري ، ج 6 ، ص37 .
4 ـ نفس المصدر ، ص48 .
5 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص88 .
6 ـ نفس المصدر ، ج 3 ، ص15 .
7 ـ البخاري ، ج 2 ، ص172 .
8 ـ مسند أحمد ، ج 3 ، ص65 .
9 ـ البخاري ، ج 3 ، ص147 .
10 ـ البخراي ، ج 4 ، ص122 .
11 ـ مسلم ، ج 3 ، ص111 .
12 ـ نفس المصدر ، ص113 .
13 ـ بصيغة المفعول : الناقص الخلق .
14 ـ نفس المصدر السابق ، ص115 .
15 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص92 .
16 ـ مسلم ، ج 3 ، ص116 .
17 ـ ابن ماجة ، ج 1 ، ص74 .
18 ـ السيرة النبوية ، ج 4 ، ص139 .
19 ـ سنن النسائي ، ج 7 ، ص118 .
20 ـ مقالات الإسلاميين ، ج 1 ، ص63 .
21 ـ سنن أبي داود ، ج 2 ، ص286 .
22 ـ سنن أبي داود ، ج 2 ، ص300 .
23 ـ خصائص النسائي ، ص31 ـ 34 .
24 ـ خصائص النسائي ، ص35 .
25 ـ مستدرك الحاكم ، ج 2 ، ص150 .
26 ـ مستدرك الحاكم ، ج 2 ، ص152 .
27 ـ مسند أحمد ، ج 4 ، ص86 .
28 ـ العقد الفريد ، ج4 ، ص351 .
29 ـ الإمامة والسياسة ، ج1 ، ص119 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page