• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عائشة : مسيرها وخروجها

قال الله تعالى : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذي في‏ قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ في‏ بُيُوتِكُن‏ ...) الآية . (1)
الطبقات : وكان عبد الرحمن بن الحارث قد شهد الجمل مع عائشة وكانت عائشة تقول : لأن أكون قعدت في منزلي عن مسيري إلى البصرة أحب إليّ من أن يكون لي من رسول الله عشرة من الولد كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث . (2)
ويروي أيضاً : حدثني من سمع عائشة ، إذا قرأت هذه الآية (وَقَرْنَ في‏ بُيُوتِكُن) بكت حتى تبل خمارها . (3)
أنساب الأشراف : عن أبي يزيد المدني : أن عماراً قال لعائشة يوم الجمل بعد ما فرغ الناس من القتال : سبحان الله يا أم المؤمنين ! ما أبعد هذا الأمر من الأمر الذي عهد رسول الله (ص) إليك ، فيه أمرك أن تقرّي في بيتك ! فقالت : من هذا أبو اليقظان ؟ قال : نعم . قالت : والله ، إنك ما علمت تقول الحق ، فقال : الحمد لله الذي قضى لي على لسانك . (4)
وفي تاريخ الطبري : ما يقرب منها . (5)
المحاسن للبيهقي : عن الحسن البصري ، أن الأحنف بن قيس قال لعائشة يوم الجمل : يا أم المؤمنين ، هل عهد عليك رسول الله (ص) هذا المسير ؟ قالت : اللَّهُم لا . قال : فهل وجدته في شيء من كتاب الله جَلَّ ذكره ؟ قالت : ما نقرأ إلا ما تقرءون ، قال : فهل رأيت رسول الله (ص) استعان بشيء من نسائه إذا كان في قلة والمشركون في كثرة ؟ قالت : اللهم لا . قال الأحنف : فإذاً ما هو ذنبنا ؟! (6)
ويروي أيضاً : عن عائشة أنها دخلت على أم سلمة بعد رجوعها من وقعة الجمل وقد كانت أم سلمة حلفت أن لا تُكلمها أبداً من أجل مسيرها إلى محاربة عليّ بن أبي طالب ، فقالت عائشة : السلام عليك يا أم المؤمنين ! فقالت : يا حائط ! ألم أنهكِ ؟ ألم أقل لكِ ؟ قالت عائشة : فإني استغفر الله وأتوب إليه ، كلّميني يا أم المؤمنين ! قالت : يا حائط ! ألم أقل لك ؟ ألم أنهك ؟ فلم تكلمها حتى ماتت . وقامت عائشة وهي تبكي وتقول : وا أسفاه على ما فرط منّي . (7)
ويروي أيضاً عن جميع : قلت لعائشة حدثنينا عن عليّ رضي الله عنه ، قالت : تسألني عن رجل سالت نفسُ رسول الله (ص) في يده ووليّ غسله وتغميضه وإدخاله قبره . قلت : فما حملكِ على ما كان منك ؟ فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت : أمر كان قُضي عليَّ . (8)
تاريخ الطبري : وأقبل جارية بن قدامة السعدي فقال : يا أم المؤمنين ، والله لقتل عثمان بن عفّان أهونُ من خروجكِ من بيتك على هذا الجمل الملعون عُرضة للسلاح ، إنه قد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكتِ سترك وأبحتِ حرمتك ، إنه من رأى قتالك فإنه يرى قتلك ، إن كنت أتيتنا طائعة فارجعي إلى منزلك وإن كنتِ أتيتنا مستكرهة فاستعيني بالناس . قال : فخرج غلام شاب من بني سعد إلى طلحة والزبير فقال : أما أنت يا زبير فحواري رسول الله (ص) ، وأما أنت يا طلحة فوقيت رسول الله (ص) بيدك ، وأرى أمكما معكما ، فهل جئتما بنسائكما ؟ قالا : لا ، قال : فما أنا منكما في شيء واعتزل . وقال السعدي في ذلك : صُنتم حلائلكم وقُدتم أمكم = هذا لمعمرك قلةُ الإنصاف
أمرت بجر ذيولها في بيتها = فهوت تشقّ البيد بالإيجاف (9)
ويروي أيضاً : قال زيد بن صوحان : رحم الله أم المؤمنين أمرت أن تلزم بيتها وأمرنا أن نقاتل ، فتركت ما أمرت به وأمرتنا به ، وصنعت ما أمرنا به ونهتنا عنه . (10)
أقول : في هذه الروايات موارد للنظر والتحقيق :
1 ـ اعترفت عائشة بأن رسول الله (ص) ما استعان بشيء من نسائه ، ولا عهد عليها رسول الله هذا المسير ، ولا وجدته في شيء من كتاب الله تعالى .
2 ـ يدل قولها : (لأن أكون قعدت في منزلي ، بكت حتى تبلّ خمارها ، وا أسفاه على ما فرط مني) على شدة ندامتها ونهاية تأثرها .
3 ـ يستكشف أن رسول الله (ص) عهد عليها أن تقرّ في بيتها ، وقد صرّحت الآية الكريمة (وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ) بلزوم قرارها في البيت وعدم جواز الخروج منها .
4 ـ أنها هتكت حرمة رسول الله (ص) بخروجها .
5 ـ أنها استغفرت وتابت ومع هذا فلم تكلمها أم سلمة .
ثم أنها تولّت وكانت خطيبة القوم وهم لها تبع ، مع أن رسول الله (ص) قد نهى عن تولي النساء واستخلافهن .
الاستيعاب : عن ابن عباس ، قال رسول الله (ص) : أيتكنّ صاحبة الجمل الأدبب ، يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعد ما كادت . وهذا الحديث من أعلام نبوته . (11)
مستدرك الحاكم : قال علقمة : لما خرج طلحة والزبير وعائشة تطلب دم عثمان ، كانت عائشة خطيبة القوم بها وهم لها تبع . (12)
ويروي عن أبي بكرة قال : عصمني الله بشيء من سمعته من رسول الله (ص) لما هلك كسرى ، قال : من استخلفوا ؟ قالوا : ابنته ، قال : فقال : لن يُفلح قوم ولوا امرأة ، قال ، فلما قدمت عائشة ذكرت قول رسول الله (ص) ، فعصمني الله به .
ويروي عن عائشة قالت : وددت أني كنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام ، وإني لم أسرِ مسيري مع ابن الزبير . (13)
سنن الترمذي : عن أبي بكرة .. كما في المستدرك . (14)
أقول : في هذه الرواية نهي شديد ومنع أكيد عن تولية النساء ، وقد صرّح رسول الله (ص) : بأن قوماً ولوا امرأة لن يُفلحوا ، ففيها دلالة على خلاف طلحة والزبير وعدم انتهائهم بهذا النهي الصادر من رسول الله (ص) ، حيث جعلوا خطيبة القوم وداعية إلى الخلاف ، والقوم لها تبع .
الاستيعاب : قالت عائشة : إذا مر ابن عمر فأرونيه ! فلما مر ابن عمر قالوا : هذا ابن عمر ! قالت : يا أبا عبد الرحمن ، ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟ قال : رأيت رجلاً قد غلب عليك وظننت أنك لا تخالفينه ، يعني ابن الزبير . قالت : أما أنك لو نهيتني ما خرجت . (15)
أقول : ابن الزبير هو عبد الله بن الزبير ، وأمه أسماء بنت أبي بكر ، فعائشة تكون خالة ابن الزبير ، قال علي (ع) : ما زال الزبير يُعدّ منا أهل البيت حتى نشأ عبد الله . (16)
العقد الفريد : دخل المغيرة بن شعبة على عائشة فقالت : يا أبا عبد الله لو رأيتني يوم الجمل وقد نفذت النصال هودجي حتى وصل بعضها إلى جلدي . قال المغيرة : وددت والله أن بعضها كان قتلك . قالت : يرحمك الله ولم تقول هذا ؟
قال : لعلها تكون كفارة في سعيك على عثمان . قالت : أما والله لئن قلت ذلك لما علم الله أني أردت قتله ، ولكن علم الله أني أردت أن يُقاتل فقوتلت ، وأردت أن يُرمى فرُميت ، وأردت أن يُعصى فعُصيت ، ولو علم أني أردت قتله لقُتلت . (17)
الإمامة والسياسة : وأتى محمد بن أبي بكر فدخل على أخته عائشة قال لها : أما سمعت رسول الله (ص) يقول : عليّ مع الحق والحق مع علي ؟ ثم خرجتِ تُقاتلينه بدم عثمان ، ثم دخل عليهما عليّ فسلم ، وقال : يا صاحبة الهودج قد أمركِ الله أن تقعدي في بيتك ثم خرجتِ تُقاتلين ، أترتحلي ؟ قالت : أرتحل . فبعث معها علي (رض) أربعين امرأة . (18)
العقد الفريد : لما كان يوم الجمل ما كان وظفر عليّ بن أبي طالب ، دنا من هودج عائشة ، فكلمها بكلام . فأجابته : ملكت فأسجع . فجهّزها عليّ بأحسن الجهاز وبعث معها أربعين امرأة ، وقال بعضهم سبعين امرأة ـ حتى قدمت المدينة . (19)
أقول : يستفاد من هذه الأحاديث أمور :
1 ـ أنها أرادت أن يُقاتَل عثمان وأن يُعصى وأن يُرمى .
2 ـ أنها سمعت من رسول الله (ص) : عليّ مع الحق والحقّ مع عليّ .
3 ـ قد أمرها الله أن تقعد في بيتها : (وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ) .
4 ـ أنها خرجت تقاتل علياً ، وقال رسول الله (ص) : اللَّهُم عادِ من عاداه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الأحزاب : 32 .
2 ـ الطبقات ، ج 5 ، ص 6 .
3 ـ الطبقات ، ج 8 ، ص 81 .
4 ـ أنساب الأشراف ، ج 1 ، ص 81 .
5 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 225 .
6 ـ المحاسن للبيهقي ، ص 49 .
7 ـ نفس المصدر ، ص 297 .
8 ـ نفس المصدر ، ص 298 .
9 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 176 .
10 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 184 .
11 ـ الاستيعاب ، ج 4 ، ص 1885 .
12 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 118 .
13 ـ نفس المصدر ، ص 119 .
14 ـ سنن الترمذي ، ص 330 .
15 ـ الاستيعاب ج 3 ، ص 910 .
16 ـ نفس المصدر ، ص 906 .
17 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 296 .
18 ـ الإمامة والسياسة ، ج 1 ، ص 68 .
19 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 328 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page