ولما تسامح طلحة في إظهار التوبة ، وقصّر وكف عن تبيين الحق ، فسلّط الله عزَّ وجلَّ عليه واحداً من أصحابه وأصدقائه ، ، فرماه بسهم وقتله به ، وهذا أحد معاني قوله (ص) : وعاد من عاداه .
الطبقات : فلما رأى مروان انكشاف الناس نظر إلى طلحة بن عبيد الله واقفاً ، فقال : والله إن دم عثمان إلا عند هذا ، وهو كان أشد الناس عليه وما أطلب أثرا بعد عين ففوّق له بسهم فرماه به فقتله . (1)
سير الأعلام : عن قيس : رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذٍ بسهم فوقع في ركبته ، فما زال ينسحّ حتى مات . (2)
ويروى أيضاً : عن عليّ أنه قال : بشّروا قاتل طلحة بالنار .
ويروى أيضاً : أن مروان رمى طلحة بسهم قتله ، ثم التفت إلى أبان فقال : قد كفيناك بعض قتلة أبيك .
مستدرك الحاكم : عن عكراش قال : كنا نقاتل علياً مع طلحة ومعنا مروان ، قال : فانهزمنا . قال : فقال مروان : لا أُدرك بثأري بعد اليوم من طلحة ، قال : فرماه بسهم فقتله . (3)
العقد الفريد : قال طلحة يوم الجمل :
ندمت ندامة الكُسعيّ لمـا = طلبت رضا بني حزم بزعمي
اللَّهُم خُذ مني لعثمان حتى يرضى .
ومن حديث أبي بكر بن أبي شيبة لما رأى مروان بن الحكم يوم الجمل طلحة بن عبيد الله قال : لا أنتظر بعد اليوم بثأري في عثمان ، فانتزع له سهم فقتله . (4)
الاستيعاب : يروي ما يقرب منها . (5)
أقول : هذا إجمال ما وصل إلينا من جريان أمر طلحة والزبير ، في زمان خلافة أمير المؤمنين علي (ع) ومن أعجب العجب ما تركاه من الأموال الكثيرة ومن العقار والأصول والعروض .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الطبقات ، ج 5 ، ص 38 .
2 ـ سير الأعلام ، ج 1 ، ص 23 .
3 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 370 .
4 ـ العقد الفريد ، ج 4 ص321 .
5 ـ الاستيعاب ، ج 2 ، ص 768 .
مروان وطلحة
- الزيارات: 2504