ثم بعد أن تمّت الحجة البالغة عليهم ، وأصرّوا واستكبروا استكباراً ، فأقبل عليّ أمير المؤمنين (ع) على أصحابه ، يوصيهم ويأمرهم بالتقوى ، وينهاهم عن العدوان .
مستدرك الحاكم : لما كان يوم الجمل نادى عليّ في الناس : لا ترموا أحداً بسهم ولا تطعنوا برمح ولا تضربوا بسيف ولا تطلبوا القوم ، فإن هذا مقام من أفلح فيه أفلح يوم القيامة ، قال : فتوافقنا ثم إن القوم قالوا بأجمع : يا ثارات عثمان ! قال : وابن الحنفية أمامنا بربوة معه اللواء ، قال : فناداه علي قال : فأقبل علينا يعرض وجهه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، يقولون : يا ثارات عثمان ! فمدّ عليّ يديه وقال : اللهم أكبّ قتلة عثمان اليوم بوجوههم ! ثم إن الزبير قال للأساورة كانوا معه قال : ارموهم برشق ، وكأنه أراد أن ينشب القتال ، فلما نظر أصحابه إلى الانتشاب لم ينتظروا وحملوا فهزمهم الله ، ورمى مروان بن الحكم طلحة بن عبيد الله بسهم فشك ساقه بجنب فرسه فقبض به الفرس حتى لحقه فذبحه ، فالتفت مروان إلى أبان بن عثمان وهو معه فقال : لقد كفيتك أحد قتلة أبيك . (1)
العقد الفريد : ومن حديث ابن أبي شيبه قال : كان عليّ يخرج مناديه يوم الجمل يقول : لا يُسلبن قتيل ولا يُتبع مدبر ولا يُجهز على جريح . (2)
أقول : يستفاد من هذه الرواية أمور :
1 ـ أنّ علياً (ع) نهى عن الابتداء بالحرب .
2 ـ أنّه دعا على قتلة عثمان .
3 ـ أنّ الزبير أمر قومه بالرمي وابتدءوا بالحرب .
4 ـ أنّ مروان رمى طلحة بسهم فشك ساقه .
5 ـ أنّه اعترف بأن طلحة أحد قتلة عثمان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ، ص 271 .
2 ـ العقد الفريد ج 4 ، ص 324 .
ينهى أصحابه عن العدوان
- الزيارات: 2949