• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ممّن خالف بيعته

وقد خالف بعض بيعته ، وصبر على أذاهم ، ولم يخضع لحكومتهم ، فمنهم بنو هاشم وغيرهم .
مستدرك الحاكم : أنّ عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب وأنّ محمّد بن مسلمة كسر سيف الزبير ، ثمّ قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم ، وقال : والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً ولا ليلة قطّ ولا كنت فيها راغباً ولا سألتها الله عزّ وجلّ في سرٍّ وعلانية ولكنّي أشفقت من الفتنة ، وما لي في الإمارة من راحة ولكن قُلدت أمراً عظيما ما لي به طاقة ، ولا يد إلا بتقوية الله عزّ وجلّ ولوددت أنّ أقوى الناس عليها مكاني اليوم ، فقبل المهاجرون منه ما قال واعتذر به ، قال علي (رض) والزبير : ما غضبنا إلاّ لأنّا قد أُخرنا عن المشاورة .. الرواية . (1)
أقول :
1 ـ قد صرح في هذه الخطبة بموضوع الإمارة وهي الإمارة العرفية والحكومة الظاهرية في المسلمين ، وهي التي تقبل الحرص والرغبة والسؤال .
2 ـ يعلم من قوله (وكني أشفقت الفتنة) : أنّها وقعت فلتة ومن غير سابقة ، وتدلّ عليه جملة ـ ما غضبنا إلاّ لأنّا قد أُخرنا عن المشاورة .
تاريخ الطبري : فقال رجل للزهري : أفلم يبايعه عليّ ستّة أشهر ؟ قال : لا ، ولا أحدٌ من بني هاشم حتى بايعه عليّ ، فلما رأى عليّ انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر ، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد ، وكره أن يأتيه عمر لما علم من شدّة عمر ، فقال عمر : لا تأتهم وحدك ، قال أبو بكر : والله لآتينهم وحدي وما عسى أن يصنعوا بي ، قال ، فانطلق أبو بكر فدخل على عليّ وقد جمع بني هاشم عنده ، فقام عليّ فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثمّ قال : أما بعد . فإنّه لم يمنعنا من أن نبايعك يا أبا بكر إنكارٌ لفضيلتك ، ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ، ولكنّا كنا نرى أنّ لنا في هذا الأمر حقّاً ، فاستبددتم به علينا . ثمّ ذكر قرابته من رسول الله (ص) وحقّهم ، فلم يزل عليّ يقول ذلك حتى بكى أبو بكر . (2)
أقول : يستكشف من هذه الرواية أمور :
1 ـ أنّ بني هاشم قاطبة كانوا قد امتنعوا عن البيعة .
2 ـ أنّ علياً (ع) كان أشدّ انزجاراً من عمر ومن لقائه .
3 ـ لما يئس عليّ من إقبال الناس إليه وعلم أنّهم انصرفوا عنه وتجمّعوا على حكومة أبي بكر ، رأى صلاح الأمّة في أن يعاشرهم حتى يستفيضوا منه ويهتدوا به .
4 ـ صرّح علي (ع) في مقابل أبي بكر بأنّ لهم حقّاً في الخلافة ، وقد ظُلموا ، وغُصب حقّهم ، ولم يُراع ما لهم .
5 ـ أنّ أبا بكر بكى ممّا صنعوا وظلموا في حقّ أهل البيت .
وفي تاريخ أبي الفداء : فبايع عمر أبا بكر وانثال الناس عليه يبايعونه ، خلا جماعة من بني هاشم والزبير وعتبة بن أبي لهب وخالد بن سعيد بن العاص والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبي ذرّ وعمار بن ياسر والبراء بن عازب وأبيّ بن كعب ، ومالوا مع عليّ بن أبي طالب . وقال في ذلك عتبة :
ما كنت أحسب أنّ الأمر منصرف عن أوّل النـاس إيمانــاً وسابقة عن هاشـم ثمّ منهم عن أبي حسن ، وأعلـم النــاس بالقرآن والسنن وكذلك تخلّف عن بيعة أبي بكر أبو سفيان من بني أمية  . (3)
أنساب الأشراف : أن أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقّته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا ابن الخطاب أتُراك محرّقا عليّ بابي ؟ قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك ، وجاء عليّ فبايع  . (4)
أقول :  يظهر من هذا أمور :
الأوّل : أنّ تحقّق بيعة أبي بكر كان بتهيئة المقدّمات وتحصيل الوسائل والأسباب والتوسل إلى الجبر والإرهاب .
الثاني : أنّ الإجبار والإرهاب كان في درجة شديدة بحيث تقتضي إرهاب بنت رسول الله (ص) بل التهيّؤ لإحراق بيتها .
الثالث : أنّ عمر لم يتوجّه إلى الروايات الواردة في شأن أهل البيت ولا سيّما في شأن فاطمة (ع) .
الرابع : أنّ قوله ـ وجاء عليّ فبايع ـ مخالف للروايات الأخرى ، كما قال في الكتاب بعد عدّة أسطر : لم يبايع عليّ أبا بكر حتى ماتت فاطمة بعد ستة أشهر .
ويقول في تاريخ أبي الفداء : ثمّ أنّ أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إلى عليّ ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة (رض) وقال : إنّ أبَوَا عليك فقاتلهم ، فأقبل عمر بشيء من نار على أن يُضرم الدار ، فلقيته فاطمة (رض) وقالت : إلى أين يا ابن الخطّاب ، أجئت لتحرّق دارنا ؟ قال : نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمّة . فخرج عليّ حتى أتى أبا بكر فبايعه ، كذا نقله القاضي جمال الدين بن واصل . وروى الزهري عن عائشة قالت : لم يبايع عليّ أبا بكر حتى ماتت فاطمة وذلك بعد ستة أشهر لموت أبيها (ص) . (5)
أنساب الأشراف : عن عائشة لم يباع عليّ أبا بكر حتى ماتت فاطمة بعد ستّة أشهر ، فلمّا ماتت ضرع إلى صلح أبي بكر ، فأرسل إليه أن يأتيه ، فقال له عمر : لا تأته وحدك ، فقال : وما يصنعون بي ؟ فأتاه أبو بكر فقال عليّ : والله ما نفسنا عليك ما ساق الله إليك من فضل وخير ، ولكنّا نرى أنّ لنا في الأمر نصيباً استُبدّ به علينا ، فقال أبو بكر : والله لَقرابة رسول الله أحبّ إليَّ من قرابتي ، فلم يزل عليّ يذكر حقّه وقرابته حتى بكى أبو بكر . (6)
ويروي أيضاً : عن ابن عبّاس بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى عليّ رضي الله عنهم حين قعد عن بيعته ، وقال : ائتني به بأعنف العنف ، فلما أتاه جرى بينهما كلام ، فقال : احلب حلباً لك شطره ، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلاّ ليؤثرك غداً ، وما ننفس على أبي بكر هذا الأمر ولكنّا أنكرنا ترككم مشاورتنا ، وقلنا إنّ لنا حقّاً لا يجهلونه ، ثمّ أتاه فبايعه . (7)
البدء والتاريخ : ولم يبايع عليّ أبا بكر ما لم يدفن فاطمة ، وذكر ابن دأب أنّها ماتت عاتبة على أبي بكر وعمر . (8)
أقول : هذا جريان أمر أهل البيت بعد رحلة رسول الله (ص) ، وقد صنعوا بهم ما صنعوا ، وما أكثر الاختلاف بين حالاتهم هذه من مظلوميّتهم ومنع حقوقهم وكونهم مغلوبين مقهورين ، وبين ما أوصى لهم رسول الله (ص) وذكر فيهم .
فراجع الفصول السابقة في أهل البيت (ع) أنساب الأشراف : لم يبايع خالد بن سعيد أبا بكر إلاّ بعد ستة أشهر . (9)
ويروي أيضاً : أنّ سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر ، وخرج إلى الشام فبعث عمر رجلاً وقال ادعُه إلى البيعة واختل له ، وان أبى فاستعن بالله عليه . فقدم الرجل الشام فوجد سعداً في حائط بحوارين ، فدعاه إلى البيعة ، فقال : لا أبايع قرشياً أبداً ، قال : فإني أقاتلك ، قال : وان قاتلتني ، قال : أفخارج أنت ممّا دخلت فيه الأمّة قال : أمّا من البيعة فإنّي خارج ، فرماه بسهم فقتله . (10)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الحاكم ، ج3 ، ص66 .
2 ـ تاريخ الطبري ، ج3 ، ص202 .
3 ـ تاريخ أبي الفداء ، ج1 ، ص156 .
4 ـ أنساب الأشراف ، ج1 ، ص586 .
5 ـ تاريخ أبي الفداء ، ج1 ، ص156 .
6 ـ أنساب الأشراف ، ج1 ، ص586 .
7 ـ نفس المصدر ، ص 587 .
8 ـ البدء والتاريخ ، ج 5 ، ص 20 .
9 ـ انساب الأشراف ج 1 ، ص 588 .
10 ـ نفس المصدر ، ص 589 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page