• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حديث البراءة

تاريخ الطبري : عن السُدي لمّا نزلت هذه الآيات إلى رأس الأربعين يعني من سورة براءة ، فبعث بهن رسول الله (ص) مع أبي بكر وأمّره على الحجّ ، فلمّا سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة ، اتبعه بعليّ فأخذها منه ، فرجع أبو بكر إلى النبيّ (ص) فقال : يا رسول الله ! بأبي أنت وأمّي أنَزَل في شأني شيء ؟ قال : لا ، ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل منّي ... فسار أبو بكر على الحاجّ وسار علي يؤذن ببراءة ، فقام يوم الأضحى فأذّن فقال : لا يقربنَّ المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا ، ولا يطوفنّ بالبيت عُريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله (ص) عهد فله عهده إلى مدّته . (1)
تفسير الكشّاف : كان نزولها سنة تسع من الهجرة ، وفتح مكّة سنة ثمان ، وكان الأمير فيها عتّاب بن أسيد ، فأمر رسول الله (ص) أبا بكر على موسم سنة تسع ، ثمّ أتبعه علياً راكباً العضباء ليقرأها على أهل الموسم ، فقيل له لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدّي عنّي إلاّ رجلٌّ منّي ... إلخ . (2)
أقول : حديث البراءة يدلّ على كمال اختصاصه بالنبيّ (ص) ، بحيث قد خلّفه في أهمّ الموضوعات ، وقال لا يُبلغ عنّي غيري أو رجل منّي ، ويظهر منه أيضاً اعتماده الكامل واطمئنانه التام عليه وعلى رسالته .
مسند أحمد : عن عليّ (ع) قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبيّ (ص) دعا أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة ثمّ دعاني النبيّ (ص) فقال لي : أدرك أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة ثمّ دعاني النبيّ (ص) فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فأذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم ، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر النبيّ (ص) فقال : يا رسول الله ! نزل فيّ شيء ؟ قال : لا ولكنّ جبرئيل جاءني فقال لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك . (3)
السيرة النبوية : لمّا نزلت براءة على رسول الله (ص) وقد كان بعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحجّ ، قيل له يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبو بكر ، فقال : لا يؤدّي عني إلاّ رجلٌّ مِن أهل بيتي ، ثمّ دعا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال له : اخرج بهذه القصّة من صدر برائة وأذّن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى ، أنّه لا يدخل الجنّة كافر ولا يحجّ بعد العام مشرك ... الرواية . (4)
سنن الدارمي : فلمّا استوى ليكبّر سمع الرغوة خلف ظهره فوقَف عن التكبير ، فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله (ص) الجدعاء ، لقد بدا لرسول الله (ص) في الحجّ ، فلعلّه أن يكون رسول الله (ص) فنصلّي معه ، فإذا عليّ عليها ، فقال أبو بكر : أمير أم رسول ؟ قال : لا بل رسول أرسلني رسول الله (ص) ببرائة أقرؤها على الناس في مواقف الحجّ ... . (5)
ويروي أيضاً : سألنا عليّاً بأيّ شيء بُعثت ؟ قال : بعثت بأربع : لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عُريان ، ولا يجتمع مسلمٌ وكافر في الحجّ بعد عامهم هذا ، ومن كان بينه وبين رسول الله (ص) عهد فعهده إلى مدّته ومن لم يكن له عهد فهي في أربعة أشهر . (6)
سنن الترمذي : عن أنس قال : بعث النبيّ (ص) ببراءة مع أبي بكر ثمّ دعاه فقال : لا ينبغي لأحدٍ أن يبلّغ هذا إلاّ رجل من أهل ، فدعا عليا فأعطاه إياه . (7)
ويروي أيضاً : عن ابن عبّاس بعث النبيّ (ص) أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، ثمّ اتبعه عليّاً ، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله (ص) القصواء ، فخرج أبو بكر فَزِعا فظنّ أنّه رسول الله (ص) فإذا عليّ ! فدفع إليه كتاب رسول الله (ص) وأمر عليّاً أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجّا ، فقام علي أيام التشريق فنادى :  ذمّة الله ورسوله بريئة ... الرواية .
خصائص النسائي : أنّ رسول الله (ص) بعث ببراءة إلى أهل مكّة مع أبي بكر ، ثمّ أتبعه بعلي ، فقال له : خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكّة ، قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب ، فقال لرسول الله (ص) : أَنَزل فيّ شيءٌ ؟ قال : لا ، إنّي أُمرت أن ابلّغه أنا أو رجلٌ من أهل بيتي . (8)
ويروي أيضاً : عن سعد ، قال بعث رسول الله (ص) أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليّاً رضي الله عنه فأخذها منه ثمّ سار بها فَوَجَدَ أبو بكر في نفسه ، فقال رسول الله (ص) : لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجلٌ منّي . (9)
ويروي أيضاً : قريباً ممّا في سنن الدارمي (ج 2 ، ص 66)
الطبقات : استعمل رسول الله (ص) أبا بكرٍ الصدّيق على الحجّ .. فلمّا كان بالعرض لحقه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على ناقة رسول الله (ص) القصواء ، فقال له أبو بكر : استعملك رسول الله على الحجّ ؟ قال : لا ، ولكن بعثني أقرأ براءة على النّاس ، وأنبذ إلى كلّ ذي عهد عهده . فمضى أبو بكر فحجّ بالناس وقرأ عليّ بن أبي طالب براءة على الناس ... إلخ . (10)
أقول : يستفاد من هذه الأحاديث أمور :
الأوّل : أنّه من أهل البيت (ص) دون أبي بكر ، فلا يشتمل عنوان أهل النبيّ على أبي بكر .
الثاني : أنّه من خواص أهله بحيث أقامه رسول الله (ص) مقام نفسه وبعثه على ناقته ، وما جعل لأبي بكر هذه المنزلة .
الثالث : قد خصّه من بين أصحابه بالتأدية عنه وتبليغ الحكم من جانبه ، فيدلّ هذا مضافاً إلى اختصاصه بالنبيّ (ص) على علوّ مقامه الروحاني واستحقاقه النيابة والخلافة منه .
أنساب الأشراف : عن ابن عبّاس : أنّ النبيّ (ص) بعث بسورة براءة مع أبي بكر ، ثمّ بعث علياً فأخذها من أبي بكر ، فجاء أبو بكر فقال : يا رسول الله (ص) هل نزل فيَّ شيء ؟ قال : لا ، ولكنّه لا يؤدّي عنّي غيري أو رجلٌ من أهل بيتي . فكان أبو بكر على الموسم ، وكان عليّ ينادي بهؤلاء الكلمات ... إلخ . (11)
مستدرك الحاكم : عن جميع ، قال : أتيت عبد الله بن عمر فسألته عن عليّ (رض) فانتهرني ، ثمّ قال : ألا أحدثك عن عليّ ، هذا بيت رسول الله (ص) في المسجد وهذا بيت عليّ (رض) ، إنّ رسول الله (ص) بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى أهل مكّة فانطلقا فإذا هما براكب ، فقالا : من هذا ؟ قال : أنا عليّ يا أبا بكر ، هات الكتاب الذي معك !  قال : وما لي ؟ قال : والله ما علمت إلاّ خيراً ، فأخذ عليّ الكتاب فذهب به ، ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة ، فقالا : ما لنا يا رسول الله ؟ قال : ما لكما إلاّ خير ، قيل لي : إنّه لا يبلّغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك . (12)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ تاريخ الطبري ، ج 3 ، ص 154 .
2 ـ تفسير الكشاف ، ج 1 ، ص 543 .
3 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص 151 .
4 ـ السيرة النبوية ، ج 4 ، ص 190 .
5 ـ سنن الدارمي ، ج 2 ، ص 66 . وسنن النسائي ، ج 5 ، ص 198 .
6 ـ نفس المصدر ، ص 68 .
7 ـ سنن الترمذي ، ص 440 .
8 ـ خصائص النسائي ، ص 14 .
9 ـ نفس المصدر ، ص 15 .
10 ـ الطبقات ، ج 2 ، ص 168 .
11 ـ أنساب الأشراف ، ج 1 ، ص 383 .
12 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 51 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page