• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حديث فتح خيبر

تاريخ الطبري : عن بُريدة الأسلمي قال : لمّا كان حين نزل رسول الله (ص) بحصن أهل خيبر ، أعطى رسول الله (ص) اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله (ص) يجبّنه أصحابه ويجبّنهم ، فقال رسول الله (ص) : لأعطين اللواء غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله . فلمّا كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ، فدعا علياً عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه من الناس من نهض ، قال فلقى أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز يقول :

قد علمت خيبر أنّي مرحب =  شاكي السلاح بطلٌ مجرّب

فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه عليٌّ على هامته حتى عضّ السيف منها بأضراسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تتام آخر الناس مع عليّ عليه السلام حتى فتح الله له ولهم . (1)
أقول : هذا دليل قاطع على أنّ الله ورسوله يحبّان علياً وأنّه يحبّ الله ورسوله ويظهر بقرينة المقال والمقام أنّ هذا الوصف كان مخصوصاً له من بينهم .
العقد الفريد : وقال النبيّ (ص) يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، لا يمسي حتى يفتح الله له ، فدعا علياً وكان أرمد فتفل في عينيه وقال : اللّهمّ قِه داء الحرّ والبرد . فكان يلبس كسوة الصيف في الشتاء وكسوة الشتاء في الصيف ولا يضرّه . (2)
البخاري : بإسناده : كان عليّ رضي الله عنه تخلّف عن النبيّ (ص) في خيبر وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلّف عن رسول الله (ص) ! فخرج عليّ فلحق بالنبيّ (ص) ، فلمّا كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسول الله (ص) : لأعطينّ الراية ـ أو قال : ليأخذنّ ـ غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله ـ أو قال : يحبّ الله ورسوله ـ ، يفتح الله عليه ، فإذا نحن بعليّ وما نرجوه ، فقالوا : هذا عليّ ، فأعطاه رسول الله (ص) ففتح الله عليه . (3)
وفي البخاري أيضاً : بإسناده ، قال النبيّ (ص) يوم خيبر : لأعطينّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، فبات الناس ليلتهم أيهم يُعطى ، فغدوا كلّهم يرجوه ، فقال : أين عليّ ؟ فقيل يشتكي عينيه ، فبصق في عينيه ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية فقال : أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم .  (4)
وفي مسند أحمد : ما يقرب منه . (5)
مسلم : قال سلمة : ثمّ أرسلني إلى عليّ وهو أرمد فقال : لأعطينَ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله . أو يحبُّه الله ورسوله ، قال فأتيت علياً فجئت به أقوده وهو أرمد ، حتى أتيت به رسول الله (ص) فبصق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية .

وخرج مرحب فقال :

قد علمت خيبر أنّي مرحب  = شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال عليّ :

أنا الذي سمّتني أمّي حيدرة = كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندرة
قال : فضرب رأس مرحب ، فقتله ! ثمّ كان الفتح على يديه . (6)
وفي مسند أحمد : ما يقرب منه . (7)
ويروي : بإسناده : أنّ رسول الله (ص) قال يوم خيبر : لأعطينَ هذه الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله يفتح الله على يديه ، قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلاّ يومئذٍ ، قال فتساورت لها رجاء أنْ أُدعى لها ، قال فدعا رسول الله (ص) عليّ بن أبي طالب فأعطاه إياها ، وقال : امش ولا تلتفت ، فصرخ : يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدون أنْ لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّد رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها ، وحسابهم على الله . (8)
وفي مسند أحمد : ما يقرب منه . (9)
ويروي البخاري أيضاً : قريباً من الرواية ، وفي آخرها : فوالله لإنْ يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حُمر النعم . (10)
ويروي أيضاً : قريبا من رواية البخاري ( ج 2 ، ص 103 ) . (11)
ابن ماجة : عن رسول الله (ص) ، قال : لأبعثن رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ليس بفرّار ، فتشرّف له الناس فبعث إلى عليّ فأعطاها إياه . (12)
مستدرك الحاكم : يروي روايات قريبة ممّا في مسلم . (13)
مسند أحمد : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر مع عليّ وكان عليّ يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقيل له لو سألته ، فسأله ؟ فقال : إنّ رسول الله (ص) بعث إليَّ وأنا أرمد العين يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد العين ، قال : فتفل في عيني وقال : اللّهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد فما وجدت حرّاً ولا برداً منذ يومئذٍ ، وقال : لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ليس بفرّار ، فتشرّف لها أصحاب النبيّ (ص) فأعطانيها . (14)
ويروي : عن أبي بريدة قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ، ثمّ أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذٍ شدّة وجهد ، فقال رسول الله (ص) : إنّي دافع اللواء غداً إلى رجل يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا أنّ الفتح غداً ... الحديث . (15)
الاستيعاب : وروى سعد بن أبي وقاص ، وسهل بن سعد ، وأبو هريرة ، وبريدة الأسلمي ، وأبو سعيد الخدري ، وعبد الله بن عمر ، وعمران بن الحصين ، وسلمة ابن الأكوع ، كلّهم بمعنى واحد ، عن النبيّ (ص) أنّه قال يوم خيبر : لأعطينَ الرايةَ غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ليس بفرّار . (16)
أقول : التعبير بكلمة : (ليس بفرار ، لا يرجع أبداً) إشارة إلى فرار آخرين ورجوعهم ، بل وتصريح إلى فرار من سبقه وعصيانه .
خصائص النسائي : عن أبي ليلى ، قال لعليّ وكان يسير معه : إنّ الناس قد أنكروا منك شيئاً : تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحرّ في الخشن والثوب الغليظ ! فقال : لم تكن معنا بخيبر ؟ قال : بلى ، قال : بعث أبا بكر وعقد له لواءً فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواءً فرجع ، فقال رسول الله (ص) : لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ليس بفرّار ، فأرسل إليَّ وأنا أرمد ، فتفل في عيني ، فقال : اللّهمّ اكفه أذى الحرّ والبرد ، قال : ما وجدت حراً بعد ذلك ولا برداً .
ويروي أيضاً : عن بريدة يقول : حاصرنا خيبراً فأخذ الراية أبو بكر ولم يُفتح له ، فأخذ من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له ، وأصاب الناس شدّة وجهد ، فقال رسول الله (ص) : إنّي دافع لوائي غداً إلى رجلٍ يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له . وبتنا طيبة أنفسنا أنّ الفتح غداً ، فلمّا أصبح رسول الله (ص) صلّى الغداة ثمّ جاء قائماً ورمى اللواء والناس على مصافّهم ، فما منّا إنسان له منزلة عند الرسول (ص) إلاّ وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء ، فدعا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد ، فتفل ومسح في عينيه فدفع إليه اللواء وفتح الله عليه ، قالوا أخبرنا أنّه ممّن تطاول لها . (17)
ويروي أيضاً : عن أبي هريرة قريباً من مسلم (18)
أقول : يظهر من هذه الروايات أنّ لعلي (ع) مقامات مسلّمة :
1 ـ أنّ الله تعالى يحبّه وهو يحبّ الله تعالى .
2 ـ أنّ رسول الله (ص) يحبّه وهو يحبّ رسول الله (ص) .
3 ـ أنّ فتح خيبر كان على يديه بعد عجز آخرين ، وبعد ما أصاب الناس شدّة وجهد .
4 ـ أنّه ليس بفرّار كرجال آخرين .
5 ـ استجابة دعاء الرسول (ص) له في رفع الرمد ودفع ضرّ الحرّ والبرد .
ويروي أيضاً : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ علياً (رضي الله عنه) خرج علينا في حرّ شديد وعليه ثياب الشتاء ، وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ، ثمّ مسح العَرَق عن جبينه ، فلمّا رجع إلى بيته قال : يا أبتاه رأيت ما صنع أمير المؤمنين رضي الله عنه ؟! خرج علينا في الشتاء ... ؟ فقال أبو ليلى ما فطنت ، وأخذ بيد ابنه عبد الرحمن فأتى علياً رضي الله عنه فقال له الذي صنع ، فقال له عليّ رضي الله عنه : إنّ النبيّ (ص) كان بعث إلي وأنا أرمد شديد الرمد ، فبزق في عيني ثمّ قال : افتح عينيك ففتحتهما فما اشتكيتهما حتى الساعة ، ودعا لي فقال : اللّهمّ اذهب عنه الحرّ والبرد فما وجدت حراً وبرداً حتى يومي هذا . (19)
الطبقات : كما في مسلم : ج 5 ، وج 7 ، وفيها : قال عمر فما أحببت الإمارة قبل يومئذٍ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إليّ ، فلما كان الغد دعا علياً فدفعها إليه ... إلخ . (20)
أقول : يظهر من هذه الجملات أنّ عمر بن الخطاب كسائر الأصحاب تطاول واستشرف أن يكون مصداق قول رسول الله (ص) ( وهو من يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ويكون الفتح على يديه ) ثمّ أنّ رسول الله (ص) دعا علياً ودفع الراية إليه وجعله مصداق قوله ووصْفه ، دون الآخرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ تاريخ الطبري ، ج 3 ، ص 93 .
2 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 312 .
3 ـ البخاري ، ج 2 ، ص 103 و 184 ، و ج 3 ، ص 33 .
4 ـ البخاري ، ج 2 ، ص 106 و ج 3 ، ص 33 .
5 ـ مسند أحمد ، ج 5 ، ص 333 .
6 ـ مسلم ، ج 5 ، ص 195 .
7 ـ مسند أحمد ، ج 4 ، ص 52 .
8 ـ مسلم ، ج 7 ، ص 121 .
9 ـ مسند أحمد ، ج 2 ، ص 384 .
10 ـ البخاري ، ج 2 ، ص 106 .
11 ـ مسلم ، ج 7 ، ص 122 .
12 ـ ابن ماجة ، ج 1 ، ص 56 .
13 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 38 .
14 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص 99 .
15 ـ نفس المصدر ، ج 5 ، ص 353 .
16 ـ الاستيعاب ، ج 3 ، ص 1099 .
17 ـ خصائص النسائي ، ص 4 .
18 ـ نفس المصدر ، ص 5 .
19 ـ خصائص النسائي ، ص 27 .
20 ـ الطبقات ج 2 ، ص 110 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page