الأخوّة مرتبة ثانوية من الاختصاص ، وتكشف عن كمال الاتّفاق والاتّحاد الباطني والتوافق في العقيدة والأخلاق والعمل ، حتى لا يوجد تخالف بينهما .
الاستيعاب : لما احتضر عمر جعلها شورى بين عليّ ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد ، فقال لهم : أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله بينه وبينه غيري ؟! قالوا اللّهم لا . (1)
ويروي أيضاً : عن ابن عبّاس ، قال رسول الله (ص) لعليّ : أنت أخي وصاحبي .
ابن ماجة : بإسناده عن عليّ قال : أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب ، صلّيت قبل الناس لسبع سنين . (2)
السيرة النبوية : وآخى رسول الله (ص) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار ، فقال : تآخوا في الله أخوين ، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال : هذا أخي ، فكان أخا لرسول الله (ص) سيّد المرسلين . (3)
سنن الترمذي : عن ابن عمر قال : آخى رسول الله (ص) بين أصحابه فجاء عليّ تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد . فقال له رسول الله (ص) : أنت أخي في الدنيا والآخرة . (4)
ويروي أيضاً : ما أعرف أحداً من هذه الأمّة عَبَدَ الله بعد نبيّنا غيري ، عبدت الله قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الأمة تسع سنين . (5)
الطبقات : بإسناده : أنّ النبيّ (ص) حين آخى بين أصحابه وضع يده على منكب عليّ ثمّ قال : أنت أخي ترثني وأرثك . (6)
الطبقات : فجاء رسول الله (ص) وقف بالباب وسلّم ، فاستأذن فأذن له ، فقال : أثمّ أخي ؟ فقالت أم أيمن : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله مَن أخوك ؟ قال : عليّ بن أبي طالب ، قالت : وكيف يكون أخاك وقد زوّجته ابنتك ؟ قال : هو ذاك يا أمّ أيمن . (7)
مستدرك الحاكم : عن ابن عمر قال : لمّا ورد رسول الله (ص) المدينة آخى ـ كما في الترمذي . (8)
ويروي : أيضاً عنه قال : إنّ رسول الله (ص) آخى بين أصحابه ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وبين طلحة والزبير ، وبين عثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف ، فقال عليّ : يا رسول الله ، إنّك قد آخيت بين أصحابك فمن أخي ؟ قال رسول الله (ص) : أَمَا ترضى ـ يا عليّ ـ أن أكون أخاك ؟! قال ابن عمر : وكان عليّ (رض) جَلِداً شجاعاً . فقال عليّ : بلى يا رسول الله ، فقال رسول الله (ص) : أنت أخي في الدنيا والآخرة .
أقول : يستفاد من هذه الروايات أمور :
1 ـ قد آخى رسول الله (ص) بينه وبين عليّ (ع) .
2 ـ أنّه الصدّيق الأكبر لا يدّعيه أحد إلاّ وهو كاذب .
3 ـ أنّه أخو رسول الله (ص) في الدنيا والآخرة .
4 ـ أنّه آمن قبل الدعوة العامة ، وإيمان العموم بسبع سنين أو تسع سنين لا ينافى إيمان بعضٌ قبلها .
5 ـ أنّه أخو رسول الله (ص) وصاحبه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الاستيعاب ، ج 3، ص 1098 .
2 ـ ابن ماجة ، ج 1، ص 57 .
3 ـ السيرة النبوية ، ج 2، ص 150 .
4 ـ سنن الترمذي ، ص 534 .
5 ـ خصائص النسائي ، ص 3 .
6 ـ الطبقات ، ج 8 ، ص 22 .
7 ـ نفس المصدر ، ج 8 ، ص 24 .
8 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 14 .
أنّه أخو رسول الله (ص)
- الزيارات: 2764