• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

القضا والقدر

ان قانون العلية في الكون , سار ومهيمن , بحيث لا يقبل الاستثنا, ووفقا لهذاالقانون فان كل مظهر من مظاهر هذا العالم , يرتبط بعلل عند وجودها, (الاسباب والشروط اللازمة للتحقق ), ومع توفر كل تـلـك الـشـروط (والـتي تدعى العلة التامة )يتحتم وجود تلك الظاهرة (المعلول المفروض ) ولو فرضنا عدم تحقق تلك الاسباب كلها او بعضها, فانه يستحيل تحقق وجود تلك الظاهرة .
مع الامعان في هذه النظرية , يتضح لنا موضوعان :.
الاول : لـو قـدر ان نـقارن بين ظاهرة ((المعلول )) مع العلة التامة باجمعها, وكذلك مع الاجزا لتلك العلة التامة , تكون النسبة بينها وبين العلة التامة , نسبة الضرورة (الجبر)ولكانت النسبة بينها وبين كل من اجزا العلة التامة (والتي تعتبر علة ناقصة ) نسبة الامكان , لان جز العلة بالنسبة الى المعلول يعطي امكان التحقق والوجود, ولا يعطي ضرورة الوجود.
عـلـى هـذا فـالكون وجز من اجزائه يستلزم علة تامة في تحقق وجوده ,والضرورة مهيمنة عليها بـاسـرهـا, وقـد نـظم هيكلها من مجموعة حوادث ضرورية وقطعية ,فمع الوصف هذا, فان صفة الامكان في اجزائها (الظواهر التي ترتبط مع غير العلة التامة لها) محفوظة .
فـالـقـرآن الـكريم في بيانه يسمي هذا الحكم الضروري بالقضا الالهي , لان الضرورة هذه تنبع ن وجـود الـخـالـق , ولـهـذا يكون حكما وقضا عادلا حتميا غير قابل للتخلف , اذ لا يقبل الاستثنا او التبعيض .
ويقول جل شانه : ((الاله الخلق والامر)).
ويقول : ((واللّه يحكم لا معقب لحكمه )).
الـثاني : ان كلا من اجزا العلة , لها مقدارها الخاص بها تمنحها الى المعلول ,وتحقق المعلول وظهوره يـطـابـق مجموع المقادير التي تعينها العلة التامة , فمثلا العلل التي تحقق التنفس للانسان , لا تحقق الـتـنـفـس الـمطلق , بل يتنفس الانسان مقدارا معينا من الهوا المجاور لفمه وانفه , وفي زمان ومكان مـعـيـنـين , ووفق طريقة معينة , ويتم ذلك عن طريق مجرى التنفس , حيث يصل الهوا الى الرئتين , وهـكذا الرؤية والابصار, فان العلل الموجدة لها في الانسان (والذي هو جز منها) لم تحقق ابصارا مـن دون قـيـد اوشـرط, بـل تحقق ابصارا معينا من كل جهة , بواسطة الوسائل اللازمة له , وهذه الحقيقة سارية في كل ظواهر الطبيعة , والحوادث التي تتفق فيها لا تتخلف .
والـقـرآن الـكريم يسمي هذه الحقيقة ب((القدر)) وينسبها الى خالق الكون ومصدرالوجود, بقوله تعالى : ((انا كل شي خلقناه بقدر)).
ويقول : ((وان من شي الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم )).
وكـمـا ان كـل ظاهرة وحادثة في نظم الخلقة تعتبر ضرورية الوجود وفقا للقضاالالهي , ويتحتم وجـوده , فكذلك وفقا للقدر فان كل ظاهرة او حادثة عند تحققها لاتتخلف عن المقدار المعين لها من قبل اللّه تعالى .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page