• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الإمام الحسن (عليه السلام) كلمة على ثغر الزمان،كان مثالاً في الحلم وحُسن الخلق

ما يرويه ابن شهرآشوب (في مناقبه: ج3 ص184) عن أخلاقه (عليه السلام): أن شامياً ممن ثقّفهم معاوية (عليه اللعنة) على بغض الإمام علي وأهل بيته (عليهم السلام)، وركّز في نفوسهم سبّ ولعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، و فرض على أئمة الجمعة أن يبدأوا وينتهوا بسبّ الإمام علي (عليه السلام) ليقتلوا حبّه من قلوب الناس، ولكنهم لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً.
من هؤلاء المبغضين، هذا الشامي الذي رأى الإمام الحسن (عليه السلام) في الطريق فجعل يلعنه ويشتمه، والإمام الحسن (عليه السلام) لا يردّ عليه، فلما فرغ من سبابه وشتائمه أقبل إليه الحسن (عليه السلام) بخطاب الله: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً).
فسلّم عليه وتبسّم في وجهه، وقال له: (أيها الشيخ، أظنك غريباً، ولعلك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عارياً كسوناك، وإن كانت لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود، لأن لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً).
فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، والله أعلم حيث يجعل رسالته، وحوّل رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقدا لمحبتهم.
انظر عزيزي القارئ إلى الإمام (عليه السلام) كيف تعامل مع هذا الرجل، فهو لم ينطلق من موقع ضعف، وعرف الإمام (عليه السلام) أن هذا الرجل هو من الناس الذين غسل دماغهم؛ لأن بعض الناس قد يسبونك ويشتمونك ويعادونك وليس لديهم عداوة شخصية معك، ولكن بعض الناس قد نقلوا لهم كلاماً كاذباً عنك وشوّهوا لهم فكرتهم، كما كان معاوية (لعنه الله) يقول لأهل الشام: نحن نقاتل علياً لأنه لا يصلي.
لذلك كان ديدن الأئمة (عليهم السلام) أن يصبروا على هؤلاء الناس حتى يصححوا لهم الصورة التي في أذهانهم، وعندما يكتشف الناس الصورة جيداً سيتراجعون عن كل سبابهم وحقدهم وعداواتهم.
هذه هي الروح الرسولية النبوية القرآنية: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (فصلت: 34).
فلا نرد السباب والشتائم بالسباب والشتائم والمقاطعة قد يكون لك حق في ذلك: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) (البقرة: 194)، ولكن الله يقول أيضاً: (وأن تعفوا أقرب للتقوى) (البقرة: 237).

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page