• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الأصل الكريم والميلاد المبارك (وليداً عظيماً)

كانت مكة تحتفل بالوافدين إلى زيارة بيت اللـه الحرام .. في الشهر الحرام ، رجب الأصب . وكانت الوفود الكريمة تؤدي مناسك البيت ، والناس يطوفون حوله ، وينادون ربهم حيناً ، والأصنام أحياناً . وكانت هنالك امرأة كريمة ، تطوف لا كما يطوفون ، إذ كانت تتجه إلى اللـه وحده لا شريك له ، فتغمر نفسَها ضراعةُ المتبتِّل ، وخشوع المحتاج ، ووقار المطمئن إلى فضل اللـه ، تدعو اللـه وحده ، وتسأله أن يخفف عنها وطأة ما تخافه وتحذره .لقد كانت أُمّاً لثلاثة أبناء وبنت واحدة ، ولكن لم يشتد بها المخاض ولا عصر أعصابها كهذه المرة .
ودعت ، فألحت في الدعاء لعل اللـه يخفف عنها آلام الطلق ، وتضرعت فأبلغت في التضرع ، وفي الجانب الغربي من البيت ، إذ اجتمع طائفة من الحجاج ، حدث أمر عجيب : لقد كانت في أُخريات أشواطها ، عند مقترب الركن اليماني ، إذ انشق لها جانب البيت ، وكأن نداءً خفيّاً يدعوها أن ادخُلي بيت ربك !دخلت البيت ، والناس يشهــــدون في ذهول ويصيحون صيحة العجب !. فيتقاطر عليهم سائر الطائفيـــــن ، يسألون عن الحدث ؟ ومن هذه السيدة التي كانت الساعة تطوف ؟. إنها حفيدة هاشم بنت أسد ، زوجة أبي طالب والدة أم هاني وطالب وعقيل وجعفر . إنها فاطمة . ويجتمع الناس وبينهم الزعماء والأشراف. وبعد مدة ، ينشق الجانب ذاته ، فتتهلَّل وجوه الحاضرين كما يتهلل وجه الوليد العظيم ، وهو يتقلب على أذرع الوالدة الكريمة .
إنه حادث فريد من نوعه ، أن ينشق طرف البيت ، فتدخل الحامل وتلد في مركز الإشعاع الروحي والبركة الإلهية ، بيت اللـه الحرام الذي يعتبر أقدس محل يحترمه العرب.
وإنها لكرامة لبني هاشم على قريش ، ولقريش على العرب أن يوليّهم ربُّ البيت بهذه العناية ، فيسمح لامرأة منهم أن تضع حملها ببطن بيته ، مكرَّماً ومعظّماً .
وسرت البشرى في بيوت الهاشميين !. وانطلقت نساؤها تزف تهانيها إلى فاطمة معجبة مغرمة .. وجاء الزعماء يبشرون أبا طالب بالوليد العظيم ، ومن بين هؤلاء فتى يهمه أمر الوليد أكثر من غيره ، ينظر إليه لا كمــــــا ينظر الرجال الآخرون .. إنه محمد بن عبد اللـه (ص) الذي لم يزل يحسب من عائلة أبي طالـــب ، فإذا تناول الوليد تلا آياتِ اللـه فأعجب به وبارك بولادته .
وقالوا : إن الوليد لم يفتح عينيه إلاّ على محيَّا ابن عمه النبي العظيم وسُمِّيَ عليّاً ، واختارت أمه له اسم ( حيدر ) وإذا كان هذا الاسم يوحي باكتمال الجسم الذي يبشر بالبطولة ، فإن الاسم الآخر كان يوحي ببشائر السموِّ المعنوي .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page