طباعة

آه من بعد السفر

 

 

آه من بعد السفر

دخل ضرار بن حمزه الضبائى على معاويه، فساله هذا عن الامام على، فقال ضرار: فاشهد لقد رايته فى بعض مواقفه و قد ارخى الليل سدوله و هو قائم فى محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم
[السليم: الملدوغ.] و يبكى بكاء الحزين، و يقول:
يا دنيا يا دنيا، اليك عنى! ابى تعرضت؟ ام الى تشوفت؟ لا حان حينك
[تعرض به: تصدى له و طلبه. لا حان حينك: لا جاء وقت و صولك الى قلبى و تمكن حبك منه.]! هيهات! غرى غيرى، لا حاجه لى فيك، فعيشك قصير، و خطرك يسير، و املك حقير! آه من قله الزاد، و طول الطريق، و بعد السفر، و عظيم المورد!
[المورد: موقف الورود على الله فى الحساب.]