طباعة

عبدالله بن سبأ

 

عبدالله بن سبأ

 

بالرغم من وفرة المصادر عن الشيعة، وبالرغم من خطورة موضوع الكتابة عن العقائد، وبالرغم من الواقع المجسّد للشيعة من مؤسّسات دينية وفعاليات عقائدية ومساجد تردّد كلمة التوحيد ليل نهار، برغم ذلك كلّه فإنّنا ما زلنا نرى من يكتب عن الشيعة يترك هذا الواقع القائم وراء ظهره، ويولي وجهه شطر كتابات صدرت من قوم كتبوا ومن خلفهم دوافع غير سليمة لمختلف الأسباب، فبدلا من أن يعودوا إلى مؤلفات الشيعة أنفسهم رأيناهم يرجعون إلى أقوال صاغها الوهم وافترضها الحقد وخلقتها الخصومة، وقد يكون الجهل أحد عوامل وجودها . وممّا افترضه هؤلاء الكتّاب بأنّ عقائد الشيعة الأساسية وضعها يهودي حاقد اندسّ في صفوف المسلمين اسمه عبدالله بن سبأ .

وهذا العبد المفترض موضوعه طريف جداً، فقد صنعه قوم واخترعوه اختراعاً وأعطوه من الصفات والنعوت ما هو من المعجزات، وصنعوا له من القابليات ما لا يمكن نسبته إلاّ إلى عفاريت الأساطير ومردة الجنّ وما تعجز عن تحقيقه اُمّة قوية فضلا عن فرد، وإنّ مثل هذا الكلام يجسّد فجيعتنا بعقولنا قبل أن يجسّد هذه الخرافات في تاريخنا، وسنرى من الذي حاك عبدالله بن سبأ؟ ومن هو؟ وما الذي عمله؟ ولماذا تُربط الشيعة به؟