طباعة

علاقة الأمّة بليلة القدر

علاقة الأمّة بليلة القدر


وللإجابة على السؤال الثاني وهو: ما هي علاقة الأمة الإسلامية اليوم بليلة القدر؟ نقول: إنّ القرآن الكريم يتحدث في سورة (الدخان) عن ليلة القدر مستعملاً كلمة (الحكيم): «... فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (الدخان/4) وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى يعطي للناس هذه الليلة بعد أن تفرّق حقوقهم عن بعضهم البعض بحكمة، وبمقدار جهادهم وعملهم وتحمّلهم للمسؤولية والصعوبة التي يلاقونها في الدنيا كما قال الإمام علي عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: "حُفّت الجنّة بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات". ([71])
وفي هذا المجال يقـول الله جل وعـلا: «أَحَسِبَ النَّـاسُ أَن
يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ....» (العنكبوت/2-3)
فحينما نفهم حقيقة ليلة القدر، وندرك أنّ هذه الليلة هي الليلة التي يفرّق فيها الله تبارك وتعالى بين عباده، وأمورهم بالحكمة، فإنّ هذه الحكمة تقتضي منّا أن نخطّط لحياتنا في هذه الليلة وفق المنهاج الإلهيّ وهداه، ووفق ما تأمرنا به عقولنا وفطرتنا وتجاربنا المكتسبة، ثم علينا بعد ذلك أن نسأل الله في هذه الليلة التوفيق والبركة، والإعانة على سدّ ثغراتنا، وهذه هي حقيقة علاقة ليلة القدر بنا كأفراد.

آيات الصائمين الحلقة (11)

إخراج زكاة الفطرة

الاستغفار وأفضليته بين الشهور

غفران فی شهر رمضان

درجات الصوم

_______________________________
([71]) بحار الأنوار، ج67، ص78.