يتصور بعض المثقفين أن الخلاف بين السنة والشيعة بسبب أبي بكر وعمر وعلي(ع) قد انتهى، لأن الدولة الدينية انتهت وحلت محلها الدولة العصرية !
لقد بدأ العالم في الغرب والشرق يتشكل في أوطان ومجموعات بشرية، تتعايش وتتحد على أساس الحقوق الإنسانية في الحرية والديمقراطية والمساواة، بعيداً عن الإنتماء القومي والديني والمذهبي !
لكن هذا التصور لاينطبق على بلادنا، فواقع ملايين الناس في الرباط والقاهرة وبيروت والرياض وبغداد وكراتشي وجاوة،و... يناقض هذا التصور تماماً!
فالواقع هو ديكتاتورية الحكومات وأتباع المذاهب، الذين يتبنون سياسة إجبار الشيعة على ولاية أبي بكر وعمر ! وإلا فجزاؤك القمع والقهر والحرمان من كل الحقوق المدنية، بل من حق الحياة ! إن شيوخهم يُفْتُونَ بهدر دمك ووجوب قتلك، وبأن أموالك غنائم شرعية لهم، وعِرْضُكَ أي زوجتك وأختك وأمك، إماءٌ مملوكات لمن يستولي عليهن منهم !
إن حرية المسلم في التفكير والإعتقاد، ليست أكثر من كلام شاعري جميل ! فالذي يتحدث بها لم يطلع على ملفات محاكم بلادنا، ومئات أحكام الإعدام التي أصدرها (القضاة الشرعيون) بتهمة المساس بأبي بكر وعمر !
ولا اطلع على فتاوى تكفير المسلمين وهدر دمائهم بسبب أنهم لا يعتقدون ما يعتقده أصحاب الفتاوى في أبي بكر وعمر !
ولا اطلع على أن ألوف الشيعة سفك دماءهم الطالبان في أفغانستان، وسبوا بناتهم ونسائهم واسْتَرَقُّوهن، بسبب أبي بكر وعمر !
ولا عرف كيف طبق فتواهم الزرقاوي وحلفاؤه جماعة صدام، فسفكوا الدماء الزكية لرجال ونساء وأطفال، باسم أبي بكر وعمر !
يقولون لك: هذه مواقف المتعصبين من الوهابيين السلفيين، فلا يقاس عليها الوضع في كافة بلاد المسلمين !
نقول: نسألكم لو أن إمام مسجد صغير في مصر، وهي ألْيَنُ البلاد السنية وأكثرها مرونةً، قال أنا لا أعتقد بإمامة أبي بكر وعمر ورأيي فيهما سلبي، فماذا سيكون موقف الناس منه ثم موقف السلطة ؟!
سيرفعون عليه قضية في المحكمة بأنه عدو لصحابة النبي(ص) ، وعدو لله تعالى ودينه! وهل هذا إلا الإكراه والقمع الفكري؟!
هذا هو واقع تاريخنا البعيد والقريب والحاضر ! وهو نفسه واقع عصرنا، وليس الكلام الجميل الذي يقوله المحبون للإنسان وحقه في الرأي والتعبير !
فهل اقتنعت بأن إجبار الناس على إمامة أبي بكر وعمر وتقديسهما، كان عاملاً في صناعة التاريخ، وما زال عاملاً في صناعة الأحداث وقتل المسلمين؟!
أسئلة:
س1: أليس معنى ذلك أن حزب أبي بكر وعمر لهم الحق في أن يفرضوا مزاجهم على عقلك وقلبك، فهم يأمرونك أن تدخل في قلبك ولايتهما وإمامتهما، وإلا فياويلك !
س2: لوسألتهم: لماذا تصادرون حريتي في أن أفكر وأعتقد ما اقتنع به ؟ فمن أعطاكم هذا الحق والولاية عليَّ؟ فيقولون لك: الله أعطانا ذلك !
س3: تقول لهم: إن القناعة الفكرية والحب القلبي ليس أمراً اختيارياً، فكيف تطلبون مني غير المقدور ! فيقولون: لا، نحن نأمرك أن تقنع نفسك وقلبك !
أليس معنى ذلك أنهم حزبُ: من لم يكن معنا فهو علينا ويجب قتله !
س4: أليس ذلك نفس منطق الذين هاجموا بيت علي وفاطمة(عليهما السلام) يوم وفاة النبي(ص) وقالوا: من لم يبايع أبا بكر فحكمه أن نحرق عليه بيته !
أليس معناه أن الله تعالى فَوَّض أبا بكر وعمر وأتباعهما ما لم يفوضه لنبي ولا وصي طوال التاريخ ! أن يفرضوا على هذه الأمة رأيهم، ويحرِّموا عليها الرأي الآخر تحت طائلة العقوبة بالقتل، ولهذا استحق أهل البيت(عليهم السلام) والسبعون صحابياً الذين امتنعوا عن بيعة أبي بكر القتل أو الحرق !
س5: أليس معناه أنه لايجوز لأحد أن يطرح الرأي الآخر حتى لو كان حديثاً نبوياً عن وصية النبي(ص) بإمامة أهل بيته(عليهم السلام) ! ولا أن يتكلم بما يعتبرونه إساءةً للشيخين، حتى لو كان كلامه آيةً قرآنيةً، أو حديثاً نبويأً !
س6: أليس معناه أنك لتكون مسلماً يجب أن تقبل بمصادرة حريتك وفكرك، وتدخل في أمة الرأي الواحد، ودولة الحزب الواحد، وتخضع للديكتاتورية ؟!
الأزهري
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com