جاء في الإحتجاج:2/477:«روي: أن المأمون بعدما زوج ابنته أم الفضل أبا جعفر (الإمام محمد الجواد(ع) ) كان في مجلس وعنده أبوجعفر(ع) ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول يا ابن رسول الله في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل(ع) على رسول الله(ص) وقال يا محمد إن الله عزوجل يقرؤك السلام ويقول لك: سل أبابكر هل هو عني راض فإني عنه راض ؟
فقال أبوجعفر(ع) :لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله(ص) في حجة الوداع: قد كثرت عليَّ الكذابة وستكثر بعدي ! فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به، وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله، قال الله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الآنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ . فالله عزوجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سره ! هذا مستحيل في العقول .
ثم قال يحيى بن أكثم: وقد روي أن مَثَل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء ! فقال(ع) : وهذا أيضاً يجب أن ينظر فيه، لأن جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقربان لم يعصيا الله قط، ولم يفارقاطاعته لحظة واحدة، وهما قد أشركا بالله عز وجل وإن أسلما بعد الشرك، فكان أكثر أيامهما الشرك بالله، فمحال أن يشبههما بهما .!
قال يحيى: وقد روي أيضاً أنهما سيدا كهول أهل الجنة، فما تقول فيه ؟ فقال(ع) : وهذا الخبر محال أيضاً لأن أهل الجنة كلهم يكونون شباباً ولا يكون فيهم كهل، وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول الله (ص) في الحسن والحسن(عليهما السلام) بأنهما سيدا شباب أهل الجنة !
فقال يحيى بن أكثم: وروي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة؟ فقال(ع) : وهذا أيضاً محال لأن في الجنة ملائكة الله المقربين، وآدم ومحمد، وجميع الأنبياء والمرسلين، لا تضئ الجنة بأنوارهم حتى تضئ بنور عمر ! فقال يحيى: وقد روي أن السكينة تنطق على لسان عمر.فقال(ع) : لست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر: فقال على رأس المنبر: إن لي شيطاناً يعتريني، فإذا ملت فسددوني !
فقال يحيى: قد روي أن النبي (ص) قال: لو لم أبعث لبعث عمر ! فقال(ع) : كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ .فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه ؟! وكل الأنبياء(عليهم السلام) لم يشركوا بالله طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله ! وقال رسول الله(ص) : نبئت وآدم بين الروح والجسد !
فقال يحيى بن أكثم:وقد روي أيضاً أن النبي(ص) قال :ما احتبس عني الوحي قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب ! فقال(ع) : وهذا محال أيضاً لأنه لا يجوز أن يشك النبي(ص) في نبوته! قال الله تعالى: الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس، فكيف يمكن أن ينتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به!
قال يحيى: روي أن النبي(ص) قال: لو نزل العذاب لما نجى منه إلا عمر ! فقال(ع) : وهذا محال أيضاً لأن الله تعالى يقول: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون، فأخبر سبحانه أنه لا يعذب أحداً ما دام فيهم رسول الله(ص) وما داموا يستغفرون ».
س1: ما رأيكم بهذا المنطق الذي يكشف عدم معقولية هذه المكذوبات ؟!
شهاب
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com