طباعة

الامامة في العلوم التشريعية

اشـرنـا فـي الـفـصـول الـمتقدمة , في معرفة النبي ((الرسول )) (ص ) وقلنا, وفقا للقانون الثابت والـضـروري للهداية العامة , ان اي نوع من انواع الكائنات يسير نحو الكمال والسعادة المناسبة له , وذلك عن طريق الفطرة والتكوين .
والانسان ايضا احد انواع هذه الكائنات لا يستثنى من القانون العام ويجب ان يرشد الى طريق خاص في حياته , تضمن له سعادته في الدنيا والاخرة , وذلك عن طريق الغريزة المتصفة بالنظرة الواقعية للحياة , والتامل في حياته الاجتماعية , وبعبارة اخرى , يجب ان يدرك مجموعة من معتقدات ووظائف عملية , كي يجعلها اساسا له في حياته ليصل بها الى السعادة والكمال المنشود, وقلنا ان المنهاج للحياة وهـو مـا يسمى بالدين لا يتاتى عن طريق العقل , بل هو طريق آخر ويدعى الوحي والنبوة , والتي تظهرفي بعض من اوليا اللّه الصالحين وهم الانبيا, ورسل السما.
فـالانـبـيا قد انيطت بهم مسؤولية هداية الناس عن طريق الوحي من اللّه تعالى فاذا ما التزموا بتلك الاوامر والنواهي , ضمنوا السعادة لهم .
يـتـضـح ان هذا الدليل , فضلا عن انه يثبت لزوم مثل هذا الادراك بين ابنا البشر,يثبت ايضا, لزوم وضرورة وجود افراد حفظة على هذا البرنامج , وايصاله الى الناس اذااقتضت الضرورة ذلك .
وكـذا يـسـتـلـزم وجـود اشخاص قد ادركوا الواجبات الانسانية , وذلك عن طريق الوحي , وهم بـدورهـم يـنهضون بتعليم المجتمع , كما يجب ان تبقى هذه الواجبات السماوية , مادام الانسان حيا, وتعرض عليه عند الضرورة .
فالذي يتحمل عب هذه المسؤولية , يعتبر حاميا للدين الالهي , ويعين من قبل اللّه تعالى , وهو من يسمى ب((الامام )) كما يدعى حامل الوحي الالهي , والشرائع السماوية ب((النبي )) وهو من قبل اللّه تعالى ايضا.
يـتـفـق ان تـكون النبوة والامامة في شخص واحد, وقد لا يتحقق ذلك , فكما ان الدليل المتقدم يثبت عصمة الانبيا, يثبت عصمة الائمة ايضا.
اذ تقتضي رحمة اللّه وعطفه ان يضع الدين الحقيقي غير المحرف في متناول ايدي البشر دوما ولا يتحقق هذا الامر دون ان تكون هناك عصمة .