طباعة

ارشاد الكتاب والسنة الى معرفة النفس

ومناهجها. ان اللّه تعالى جل شانه , يامر الناس في آيات متعددة في كتابه المجيد, ان يتدبروا القرآن , ويعملوا به , ولايـقـنعوا انفسهم بالفهم والادراك السطحي للقرآن , وبين في كثير من آياته ان عالم الطبيعة بما فيها (دون استثنا) آيات ودلالات له جل جلاله .
فـلو تاملنا وتدبرنا معنى الاية والدلالة , يتضح ان الاية والدلالة هي التي تشيرالى شي آخر لا الى نـفـسـها, فعلى سبيل المثال , ان الذي يرى الضؤ الاحمر, المشعربالخطر, فانه مع مشاهدته للضؤ, يـتـبـادر الـى ذهنه الخطر ذاته , ولا يلتفت الى الضؤنفسه , واذا ما فكر في الضؤ نفسه , او ماهية الزجاج او لونه , فذهنه يصور له الضؤ اوالزجاج او اللون , ولا يصور له مفهوم الخطر.
اذن اذا كـان العالم وظواهره , آيات ودلالات لخالق العالم , فانها مع وجودها هذاليست مستقلة , ولو شـوهدت باي شكل او اية صورة , فانما ترشد الى وجوده سبحانه ,والذي ينظر الى العالم والعالمين بـهـذا الـمنظار, ووفقا لتعاليم القرآن الكريم وهدايته , لايرى الا اللّه سبحانه , وبدلا من ان يرى جمال العالم , فانه يرى جمالا ازليا غير متناه ,والذي يتجلى من هذه الزاوية (زاوية العالم ), وعندئذ يهب حياته , وينسى ذاته , ويفنى في حب اللّه جل شانه .
وهـذا الادراك ـ كما يتضح ـ لا يحصل عن طريق الحواس , كالعين والاذن , ولاعن طريق الخيال والعقل , لان هذه لم تكن سوى آيات ودلالات , فهي في غفلة عن هذه الدلالة والهداية .
وهذا الطريق , الذي لابد لسالكه ان ينسى كل شي سوى اللّه تعالى , عندمايستمع الى قوله في كتابه المجيد: ((يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم , الى اللّه مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعلمون )).
سيعلم ان الطريق الرئيسي الذي ينتهي به الى الهداية الواقعية والكاملة , هوطريق النفس الانسانية , والـمـرشـد الحقيقي له , هو اللّه تعالى , فقد كلفه بمعرفة نفسه , وان يسير في هذا السبيل , بتركه للسبل الاخرى ليرى اللّه من هذه الطريق , فانه سيدرك مطلوبه الحقيقي .
والنبي الكريم (ص ) يقول : ((من عرف نفسه فقد عرف رب ه )).
ويقول ايضا: ((اعرفكم بنفسه , اعرفكم بربه )).
وامـا طـريقة السير والسلوك , وهي طريقة الكثير من الايات القرآنية التي تامربذكر اللّه تعالى , كقوله : (فاذكروني اذكركم ) وغيرها من الايات في الكتاب , والاقوال في السنة , فقد جات مفصلة , ويختتمها بقوله : ((لقد كان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة )).
وهل من الممكن ان يتصور, ان الاسلام , يعرف لنا الطريق الى اللّه تعالى , ولايحث الناس على تتبعه , او ان يعرفه ويغفل عن تبيان نهجه او ان يهمله , في حين نجده يقول عز من قائل :.
((ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين )).