الناس والموت[1]
مرض رجل من أصحاب الرضا (عليه السلام) فعاده فقال: كيف تجدك؟
قال: لقيت الموت بعدك – يريد ما لقيه من شدّة مرضه -.
فقال: كيف لقيته؟
قال: شديداً أليماً.
قال: ما لقيته إنّما لقيت ما يبدؤك به و يعرّفك بعض حاله، إنّما الناس رجلان: مستريح بالموت، ومستراح منه، فجدّد الإيمان بالله وبالولاية تكن مستريحاً، ففعل الرجل ذلك ثمّ قال: يابن رسول الله هذه ملائكة ربّي بالتحيّات والتحف يسلّمون عليك وهم قيام بين يديك فأذن لهم في الجلوس.
فقال الرضا (عليه السلام): اجلسوا ملائكة ربّي، ثمّ قال للمريض: سلهم امروا بالقيام بحضرتي؟
فقال المريض: سألتهم فذكروا أنّه لو حضرك كلّ من خلقه الله من ملائكته لقاموا لك ولم يجلسوا حتّى تأذن لهم، هكذا أمرهم الله عز وجل ثمّ غمّض الرجل عينيه وقال: السلام عليك يابن رسول هذا شخصك ماثل لي مع أشخاص محمد ومن بعده من الأئمّة (عليه السلام)، وقضى الرجل.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - بحار الأنوار 6/ 194 و 195، ح 45، عن دعوات الراوندي: عن محمد بن عليّ (عليه السلام) قال:..