تجهيز فاطمه و دفنها و بكاء اميرالمومنين عليها
ثم ان اميرالمومنين عليه السلام كان يمرضها بنفسه و تعينه على ذلك اسماء بنت عميس سرا، الى ان حضرتها الوفاه فوصته بان يتولى امرها و يدفنها ليلا و يعفى قبرها
[الكافى: 458:1؛ امالى المفيد: ص 281.] و لا يحضر عند تجهيزها و الصلاه عليها و دفنها الشيخان و اعوانهم
[علل الشرايع: ص 185؛ المناقب: 363:3، مصباح الانوار، عنه البحار: 390:81، 254- 255.]
ثم انها لبست ثيابها الجدد بعد ان اغتسلت ثم امرت ان لا تكشف
[حليه الاولياء: 43:2؛ المعجم الكبير للطبرانى: 399:22؛ مسند احمد: 461:6- 462؛ الاصابه: 379:4؛ اسد الغابه: 590:5؛ مجمع الزوائد: 210:9- 211؛ مقتل الخوارزمى: 81:1؛ البدايه و النهايه: 350:5؛ و وفاء الوفاء: 903:3.] و فى بعض الروايات قالت: لا يكشفن احد لى كتفا
[الطبقات لابن سعد: 18:8؛ الاصابه: 379:4، (58:8، ط دارالجيل)، سير اعلام النبلاء: 95:2؛ شرح المواهب للزرقانى: 206:3.] و لعلها تريد بذلك ان تغسل الدم عن ثيابها و جسدها و تمنع عن كشف كتفها لتخفى على على
المظلوم عليه السلام ما اصابها من الضربات، ولكنه حينما كان مشغولا بتغسليها بكى بكاء عاليا، ثم خرج و دموعه تسيل على خديه فلما سئل عن ذلك اجاب بانه وجد آثار السياط و الرفسه و الضربات بجسمها
[راجع: مصائب المعصومين عليهم السلام: ص 27، بيت الاحزان: ص 33 (لليزدى)، جامع النورين: ص 244، شعشه الحسنييه: ص 144- 145، حزن المومنين: ص 61، بشاره الباكين: ص 26، مرقاه الايقان: 112:1، 125، انوار الشهاده: ص 207، 208 (مصوره) ماتمكده: المجلس الثالث عشر.] بل قال المقداد: خرجت ربنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من الدنيا و ظهرها و جنبها يدميان من اثر ضربات السيف و السياط.
[كامل بهائى: 312:1.] فصلى عليها اميرالمومنين عليه السلام ليلا
[له مصادر كثيره عن العامه و الخاصه كما ياتى فى محله ان شاء الله تعالى.] و لم يشهدها الا خواصه و نفر من بنى هاشم
[اعلام الورى: ص 152.] منهم: الامام الحسن و الامام الحسين علهيما السلام و عقيل و عبدالله بن جعفر و سلمان و ابوذر و المقداد و عمار و حذيفه و بريده و العباس و ابناه فضل و عبد الله و عبد الله بن مسعود و اسامه و الزبير و بنات اميرالمومنين و نسوه من قريش.
[المناقب: 363:3، بحار الانوار: 180:43، 183، 189، 192، 199- 200، كامل بهائى: 312:1.]
فدفنها اميرالمومنين عليه السلام و عفى موضع قبرها، فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فارسل دموعه على خديه و حول وجهه الى قبر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال: السلام عليك يا رسول الله و السلام عليكم من ابنتك و حبيبتك و قره عينك و زائرتك و البائته فى الثرى ببقيعك (ببقعتك خ) المختار الله لها سرعه اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبرى و ضعف عن سيده النساء تجلدى، الا ان فى التاسى لى بسنتك و الحزان الذى حل بى
لفراقك موضع التعزى، و لقد وسدتك فى ملحود قبرك، بعد ان فاضت نفسك على صدرى و غمصتك بيدى و توليت امرك بنفسى، نعم و فى كتاب الله انعم القبول (انا لله و انا اليه راجعون)
[البقره: 156.] قد استرجعت الوديعه و اخذت الرهينه و اخلست (و اختلست خ) الزهراء فما اقبح الخضراء و الغبراء يا رسول الله! اما حزنى فسرمد و اما ليلى فمسهد، لا يبرح الحزن من قلبى او يختار الله لى دارك التى فيها انت مقيم، كمد مقيخ و هم مهيج، سرعان ما فرق الله بيننا و الى الله اشكو.
و ستنبئك ابنتك بتظاهر امتك على و على هضمها حقها (على هضمها فاحفها السوال و خ) فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها، لم تجد الى بثه سبيلا و ستقول و (يحكم الله و هو خير الحاكمين)
[يونس: 109.]
سلام عليك يا رسول الله سلام مودع، لاسئم و لا قال، فان انصرف فلا عن ملاله، و ان قام فلا عن سوء ظنى (ظن خ) بما وعد الله الصابرين، (واها واهاخ) الصبر ايمن و اجمل و لولا غلبه المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاما و التلبث عنده معكوفا و لا عولت اعوال الثكلى على جليل الرزيه فبعين الله تدفن بنتك سرا ويهتضم حقها قهرا و يمنع ارثها جهرا و لم يطل العهد و لم يخلق منك الذكر، فالى الله يا رسول الله المشتكى و فيك اجمل العزاء، فصلوات الله عليها و عليك و رحمه الله و بركاته
[امالى المفيد: ص 281، بشاره المصطفى: ص 258، الكافى: 458:1، امالى الطوسى: 107:1. (ط النجف)، دلائل الامامه: 193:43، 211، و له مصادر اخرى ياتى ان شاء الله، ص 245.]