بعد مقتل عثمان بن عفان ولّى أمير المؤمنين قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ولاية مصر ثمّ كلّف محمد بن أبي بكر ليقوم مقام قيس بن سعد لرأي رآه (عليه السلام) وبقيت مصر الجناح الآخر الذي يقلق معاوية، فما أن ساد الاضطراب والتخاذل في المجتمع الإسلامي بعد المعارك ونتائجها تحرّك معاوية وعمرو بن العاص لاحتلال مصر التي كانت ثمناً لجهود عمرو بن العاص لتخريب حكومة الإمام وتهديم الدين، وحاول (عليه السلام) أن يمدّ محمد بن أبي بكر بالعِدّة والعُدّة عند سماعه بزحف معاوية نحو مصر، فلم يلبث إلاّ قليلاً حتى أتت الأخبار باحتلال مصر واستشهاد محمد بن أبي بكر وحزن الإمام (عليه السلام) على محمد[10] ثمّ كان قد كلّف (عليه السلام) مالك الأشتر بولاية مصر وكتب إليه عهده المشهور في إدارة الحكم وسياسة الناس ولكن معاوية وما يملك من وسائل الشيطان والخداع تمكّن من دسّ السم لمالك[11].
**************
[10] شرح النهج لابن أبي الحديد: 6 / 88 .
[11] تأريخ الطبري: 4 / 72.