قال (عليه السلام): إنّ الله سبحانه فرض عليكم فرائض فلا تضيّعوها وحدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلّفوها، ولم يأمركم إلاّ بحسن ولم ينهكم إلاّ عن قبيح.
وقال (عليه السلام) : عليك بحفظ كلّ أمر لا تعذر باضاعته وقال: أوّل ما يجب عليكم لله سبحانه شُكر أياديه وابتغاء مراضيه، وطوبى لمن حافظ على طاعة ربّه، وسارعوا إلى فعل الطاعات وسابقوا إلى فعل الصالحات فإن قصّرتم فإيّاكم أن تقصّروا عن أداء الفرائض، ولا قربة بالنوافل إذا أضرّت بالفرائض، ولا عبادة كأداء الفرائض واهتمّ الإمام (عليه السلام) ببيان فلسفة جملة من التشريعات قائلاً : فرض الله سبحانه الايمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيهاً عن الكبر، والزكاة تسبيباً للرزق، والصيام ابتلاءً لإخلاص الخلق، والحجّ تقوية للدين، والجهاد عزّاً للإسلام، والأمر بالمعروف مصلحة للعوام، والنهي عن المنكر ردعاً للسفهاء، وصلة الأرحام منماةً للعدد، والقصاص حقناً للدماء، وإقامة الحدود إعظاماً للمحارم، وترك شرب الخمر تحصيناً للعقل، ومجانبة السرقة إيجاباً للعفّة، وترك الزنا تحصيناً للأنساب، وترك اللواط تكثيراً للنسل، والشهادة استظهاراً على المجاحدات، وترك الكذب تشريفاً للصدق، والإسلام أماناً من المخاوف، والإمامة نظاماً للاُمّة، والطاعة تعظيماً للإمامة وقال (عليه السلام) أيضاً: زكاة البدن الجهاد والصيام، وزيارة بيت الله أمن من عذاب جهنّم .
وقال (عليه السلام): وَاْمر بالمعروف تكن من أهله، وأنكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله بجُهدِك، وغاية الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود، والجهاد عماد الدين ومنهاج السعداء، ومن جاهد على إقامة الحقّ وفِّق، والمجاهدون تفتّح لهم أبواب السماء، وثواب الجهاد أعظم الثواب[7].
***************
[7] تصنيف غرر الحكم : 175 ـ 190 و 331 ـ 335 والمعجم الموضوعي لنهج البلاغة: 140 ـ 150و216 ـ 239 .