• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تحذير من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بظهور خلفاء مختلقين

قال تعالى: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ اُنَاس بِإمَامِهِمْ فَمَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَاُوْلَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعْمَى وَأضَلُّ سَبِيلا)(1).
تشير هاتان الآيتان إلى ظهور أئمّة عديدين، منهم من يقود فئة يأتون يوم القيامة وصحائف أعمالهم بأيمانهم، ومنهم من يسوق طائفة من الناس يحشرون يوم الدين عُمي وضالّين كما كانوا في حياتهم الدنيوية منحرفين وعمين، ولا ريب أنّ هذه الطائفة يحشرون وكتبهم بشمالهم.
وفي قوله تعالى: (فَقَاتِلُوا أئِمَّةَ الكُفْرِ إنَّهُمْ لا أيْمَانَ لَهُمْ) (2) حيث يأمر الله عز وجل بجهاد ومحاربة قادة الكفر الّذين لا عهد لهم ولا إيمان.
وفي قوله تعالى: (قَالَ إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(3) يحذّرنا الله ويبيّن فيها بأنّ الإمامة والخلافة منصب إلهي ومقام ربوبي جعله لنبيّه إبراهيم الخليل(عليه السلام) وحظره على الظالمين المعتدين.
وقال عزّ من قائل: (وَجَعَلْنَاهُمْ أئِمَّةً يَدْعُونَ إلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لا يُـنصَرُونَ)(4) ترشدنا هذه الآية أيضاً إلى ظهور أئمّة وخلفاء جائرين يجرّون العباد إلى النار ولا ينصرونهم وهم في الآخرة مصيرهم إلى جهنّم(5).
هذه آيات تحذّر من ظهور خلفاء مختلقين، وثمّة أيضاً أحاديث نبوية مروية عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) تنبأ فيها ذلك:
1 ـ منها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّه سيكون عليكم أُمراء يغشاهم غواش من الناس، فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا بريء منه، وهو بريء منّي(6).
2 ـ ومنها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّه سيكون بعدي أئمّة فسقة يصلّون الصلاة لغير وقتها(7).
3 ـ ومنها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ بعدي أئمّة إن أطعتموهم أكفروكم، وإن عصيتموهم قتلوكم، أئمّة الكفر ورؤوس الضلالة(8).
4 ـ ومنها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): سيكون أُمراء بعدي يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون(9).
5 ـ ومنها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): ألا إنّه سيكون بعدي أُمراء يكذّبون ويظلمون، فمن صدّقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس منّي ولا أنا منه، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو منّي وأنا منه(10).
6 ـ ومنها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): اسمعوا، هل سمعتم، أ نّه سيكون بعدي أُمراء، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منّي ولست منه، وليس بوارد عليَّ الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو منّي وأنا منه، وسيرد عليَّ الحوض(11)؟
7 ـ ومنها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): من تقدّم على قوم من المسلمين، وهو يرى أنّ فيهم من هو أفضل منه، فقد خان الله ورسوله والمسلمين(12).
8 ـ ومنها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): لكعب بن عجرة: أعاذك الله يا كعب من أمارة السفهاء. قال: وما أمارة السفهاء، يا رسول الله؟
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): أُمراء يكونون بعدي، لا يهدون بهديي، ولا يستنّون بسنّتي، فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأُولئك ليسوا منّي ولست منهم، ولا يردون عليَّ حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأُولئك منّي وأنا منهم، ويردون عليَّ حوضي(13).

وملخص القول:
انّ هذه الآيات والروايات الّتي قرأتها، تخبرنا عن ظهور أئمّة فسقة وأُمراء كذّابين وحكّام دجّالين يحكمون بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فهم سادة الكفر وقادة الضلالة والانحراف، وانّهم خونة خانوا الله ورسوله والمؤمنين، يسوقون أولياءهم وأتباعهم نحو الكفر، ويقتلون مخالفيهم على مخالفتهم لهم، وهم يتّخذون الصلاة وأحكام الدين لعباً، فمن والاهم على ذلك وصدّقهم وأعانهم في ذلك فلا يمتّ إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بشيء، وانّه(صلى الله عليه وآله وسلم) بريء منهم وهم في يوم القيامة مزحزحون عن الحوض.
وأمّا الّذين يضادّون الخلفاء المزوّرين والأُمراء المختلقين الّذين تبرّأ منهم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وكذا الّذين يمتنعون عن تأييد هؤلاء ويأبون تصديقهم، فهؤلاء لا ريب أ نّهم يكونون على دين النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وتؤول عاقبتهم إلى الخير ويردون حوض الكوثر في يوم الدين.
ولا يخفى عليك أنّ طائفة كبيرة من الأُمراء الّذين تصدّوا أمارة المسلمين بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يتحلّوا بالمواصفات والمعايير الدينية والعلمية الّتي يجب تواجدها في إمام المسلمين وزعيمهم وخليفتهم حتى تكون إطاعتهم واتباعهم واجبة وضرورة من ضروريات الدين، ومن جانب آخر فإنّه لم تنطبق عليهم الأحاديث المروية في صحاح القوم ومسانيدهم الّتي تبيّن وتقصر عدد الأئمّة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على انّهم اثني عشر إماماً(14) ولذلك ترى انّ طائفة كبيرة من المسلمين أعلنوا براءتهم من أُولئك الأُمراء وكشفوا عن مخالفتهم لهم بأ نّها وظيفة دينية وتكليف شرعي، وعلى هذا الأصل قاوموا خلفاء الزور وحاربوهم حتى الموت والشهادة.
وملخّص الكلام: انّ الله عز وجل وكذا رسوله الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) حذّرانا ـ نحن المسلمون ـ بأ نّه سيظهر بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) خلفاء جور وزور لا إيمان لهم، يبطنون الكفر، ويترقّبون بالإسلام والمسلمين الدوائر، وهم دعاة الباطل والضلال تماماً كما كان في العصور قبل ظهور الإسلام وحتى بعده حيث ظهرت آلهة مصطنعة ونبوءات مزوّرة، ضلّوا وأضلّوا الناس السذّج وساقوهم إلى الكفر والشرك والانحراف والفساد، فعلى هذا فلا ينبغي أن يكتفى بالبراءة منهم وعدم إطاعتهم واتّباعهم فحسب بل يجب جهادهم وقتالهم ومحاربتهم.
ومن هنا عرفنا أنّ في مقابل الأئمّة الهداة الصادقين والخلفاء الّذين توفّرت فيهم شرائط الإمامة الصحيحة ومواصفات الخلافة القويمة ثمة أئمّة مختلقون وخلفاء مزوّرون ظهروا في المجتمع وفرضوا على الناس شتّى أنواع الظلم والجور وألزموهم بالانقياد إلى العقائد المبتدعة والمنحرفة في المجالات العقائدية والعملية وإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على أ نّه ليس كلّ من ادّعى الخلافة والإمامة فهو محقّ في دعواه وصادق في ذلك.
والجدير بالذكر أنّ كلّ ما حذّرنا الله عز وجل منه ونبّأنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بأ نّه سوف يقع، قد وقع وتحقّق ظهوره واحداً تلو الآخر عقيب وفاته(صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة، ولو راجعنا التاريخ الإسلامي لرأينا انّه يسرد لنا أسماء أكثر من مائة شخص ظهروا في المجتمع وادّعوا الخلافة والإمامة الإسلامية(15)، وانّ هناك أكثر من سبعة وعشرين شخصاً ظهروا في المجتمع الإسلامي منذ وفاة النبيّ الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى القرن الثالث وفي مختلف نقاط العالم الإسلامي وغيره تسمّوا بالمهدي، ومع انّنا قد خلّفنا وراءنا النصف الأول من القرن الخامس عشر فما زلنا نرى البعض يدّعون المهدوية(16) وقد تبعهم في ذلك فئات كثيرة من مختلف المذاهب الإسلامية.
ولمّا كانت قلوبهم قد مُلئت بالعصبيات والأحقاد ضدّ آل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وشيعتهم، ما عساهم أن يفتحوا أبصارهم على ما هم عليه من التيه والزيغ، ويقوموا بالبحث والتحقيق في موضوع الإمامة ومعرفة الإمام، وسار على هذا النمط أيضاً بعض الفرق المنتسبة إلى الشيعة مثل الإسماعلية والزيدية والمتصوّفة من الشيعة أتباع محيي الدين بن العربي وأحمد الغزالي، وسائر أقطاب الصوفية ـ من أتباع الخلفاء المختلقين ـ المتحيّرين عن معرفة الإمام المهدي الحقّ؟؟ الّذي إنكاره وعدم معرفته مساوق للميتة الجاهلية كما ورد عن رسول2الله(صلى الله عليه وآله وسلم) انّه قال: مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتَةً جاهلية(17).
تلاحظ أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قد بيّن وشيّد قولا وعملا في تعريف الإمام الحقّ المتكاملة فيه شروط الإمامة، والتجنّب عن اتباع وإطاعة الأئمّة الكذّابين وأدعياء الإمامة، والتورّع عن حمل الأوزار والتبعات.
وقد حذّر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أُمّته عن الولوج في الضلالات والإنحرافات بحيث إن داهمتهم المنية وماتوا وهم يجهلون إمامهم الحقّ ولم يعرفوه، فإنّهم يموتون على دين الجاهلية ويُحشرون مع الكفّار والمشركين الوثنيين.
وهنا يطرح سؤال: مَنْ هو الإمام المنشود الّذي يخلف النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) والمنزّه عن جميع المعايب والنواقص والإنحرافات، والّذي عدم معرفته مساو للميتة الجاهلية؟ وفي الجواب على هذا السؤال نقول:
أوّلا: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب. فإنّه أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الاُمّة يفرق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب الدين(18).
يستفاد من قول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ ذاك الإمام المنشود هو أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) الّذي دلت على طهارته وتنزيهه من النقائص والضعف والانحرافات أحاديث متواترة ومتظافرة وتصريحات تاريخية وردت في كتب أهل السنّة.
ويستفاد منه أيضاً أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أمر أُمّته بمشايعة عليّ(عليه السلام) واتّباعه.
ثانياً: مع غضّ الطرف عن الاختلافات الموجودة في مسألة الإمامة والخلافة بين أهل السنّة والشيعة حيث إنّ الشيعة تعتقد في الخليفة الحقّ بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)النصّ، وقد ثبت ذلك لعليّ(عليه السلام) وأبنائه الأحد عشر، واحد بعد واحد حتى آخرهم الإمام المهدي الحجّة الغائب عن الأنظار ويستدلّون على اثبات عقيدتهم هذه بالآيات الباهرة والأحاديث الزاهرة المروية في كتب الحديث والتاريخ والأخلاق والكلام المعتبرة عند أهل السنّة.
وأمّا أهل السنّة فيذهبون إلى أنّ كلّ من ادّعى الخلافة فهو الخليفة والإمام الحقّ الواجب الاطاعة بدواً من أبي بكر حتى المعتصم العباسي آخر حكّام بني العباس وعلى هذا قالوا بأنّ عليّاً(عليه السلام) هو رابع خلفائهم، ولو درست التاريخ بدقة لرأيت أنّ كلّ من تقلّد الخلافة وتقمّص الإمامة سواءاً الّذين تقدّموا عليّاً(عليه السلام) أو تأخّروا عنه قد أذعنوا واعترفوا بأفضلية عليّ(عليه السلام) التامّة، وبأ نّه(عليه السلام) هو صاحب الحقّ في خلافة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وانّه هو الإمام والخليفة بعده.
ولو نفرض انّ الشيعة أغمضت الطرف عن تلك الأدلّة الواضحة في اثبات أحقيّة الخلافة لعليّ(عليه السلام) ولم تتمسك بها واستغنت عنها في احتجاجاتهم واستدلالاتهم على أولوية الإمام عليّ(عليه السلام) وانّه هو الخليفة الحقّ بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لكفتهم في اثبات معتقدهم في موضوع إمامة الإمام عليّ(عليه السلام) تلك الاعترافات والتصريحات الّتي أدلى بها خلفاء أهل السنّة والمناوئين لعليّ(عليه السلام) الّتي رواها علماؤهم في كتبهم.
وبتعبير آخر: إذا تغاضينا لإثبات إمامة الإمام عليّ(عليه السلام) وخلافته بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عن تلك الثلاثمائة آية الّتي نزلت بشأن عليّ(عليه السلام) كما قال الصحابي عبدالله بن عباس ورواها المفسّرون من الفريقين(19)، ولم نحتجّ بالأحاديث الصحيحة المروية في سنن أهل السنّة ومجاميعهم الّتي رووها بشأن الإمام عليّ(عليه السلام) والّتي تبيّن فضائله ومناقبه والّتي هي أضعاف أضعاف تلك الآيات، ولم نتمسّك بالروايات الّتي تربو على المئات والّتي تروي لنا مناشدات الإمام عليّ(عليه السلام) واحتجاجاته على خصومه مما رواه حفّاظ أهل السنّة.
وكذا لو أغمضنا الطرف عن تاريخ حياة الامام المهتضم حقّه الّذي كتبه وسطّره مفكّرو أهل السنّة والحافل بالقيم الإسلامية، بل واعتبرنا تلك الكتب مثل سائر الكتب القصصية والروائية الّتي تلفت ونُسيت.
وأخيراً فإذا لم نلتزم بتلك الاعترافات والتصريحات الّتي صرّح بها كبار صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في شأن عليّ(عليه السلام) وأفضلية وخلافته الحقّة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).
وكذا لو تركنا تلك الكتب والرسائل القيّمة الّتي كتبها علماء أهل السنّة ومحقّقوهم الأعاظم بشتى اللغات والأساليب العلمية والحديثية والأدبية والتاريخية في بيان شخصية الإمام عليّ(عليه السلام) وفضائله والّتي تتجاوز هذه الكتب والرسائل حدّ الاحصاء سواءاً ما ألّف مستقلا أو ضمنياً(20) وجعلنا كلّ ذلك في أرشيف التاريخ.
وبعد كلّ هذا، توجّهنا إلى ما نقل من اعترافات مخالفي عليّ(عليه السلام) وأعدائه وتصريحاتهم ـ كما تكفّل هذا الكتاب ببيانها والاحتجاج بها على الخصم ـ لكفانا ذلك في اثبات أولوية الإمام عليّ(عليه السلام) وأحقّيته للإمامة، وانّه الوصي والخليفة المفترض الطاعة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ويتلوه أولاده الأئمّة الحقّ والخلفاء بالنص الواجب اتّباعهم والتشيّع لهم.
وهكذا فلو التزم السنّي بهذه الاعترافات الّتي نقلت في كتب علمائه والمروية عن خلفائه الّذين يعتقد بصحّة خلافتهم لعرف انّها أثبت حجّة عليه وأذعن للحقّ وآمه بأنّ عليّاً(عليه السلام) هو الإمام الحقّ والخليفة الأول. وأمّا إذا ترك الاذعان والالتزام بهذه التصريحات والاعترافات فلا شكّ أ نّه ليس تابعاً للخفاء أبي بكر وعمر وعثمان وليس هو من شيعة عليّ(عليه السلام) كذلك. وسوف تشمله الرواية المتواترة عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».
وعلى هذا سنوافيك أيّها القارىء ببعض تلك الأحاديث والاعترافات الّتي رويت عن خلفاء أهل السنّة في المجالات العلمية وغيرها، قد استخرجناها من مصادرهم ومراجعهم المعتمد عليها عندهم. راجين من الله عز وجل وقرائنا قبولها.
مهدي الفقيه الإيماني 15/2/1416 هـ ق.

**********
(1) الإسراء: 71 ـ 72.
(2) التوبة: 12.
(3) البقرة: 124.
(4) القصص: 41.
(5) وفي بيان الخلفاء الداعين إلى النار نذكر ما أشار إليه السيد شرف الدين في كتابه النص والاجتهاد: ص 331 ممّا أخرجه البخاري في صحيحه 4/25 كتاب الجهاد والسير باب مسح الغبار عن الناس في السبيل، وفي 1/122 كتاب الصلاة باب التعاون في بناء المساجد، وأخرج غيره نحو ثلاثين مصدراً تاريخياً وحديثياً من أهل السنّة بإسنادهم عن عثمان بن عفّان ومعاوية وابن العاص وآخرون يتجاوز عددهم اثنان وعشرون صحابياً أنّهم رووا عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أ نّه قال: ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، عمّار يدعوهم إلى الله تعالى (إلى الجنّة) ويدعونه إلى النار. وناهيك من هذا الحديث أ نّه عندما استشهد عمّار بسيف البغي وأيدي جلاوزة معاوية أن يكون معاوية مصداقاً بارزاً للدعاة إلى النار كما انّ عمّار خير مصداق لمن يدعو إلى الجنّة وهو من أهلها.
(6) مسند أبي يعلى: 2/404 ح 1187 وص 465 ح 1286، مسند أحمد بن حنبل: 3/24 و92، و3/405 ح 10808 وص 518 ح 11463 من الطبعة الحديثة، مجمع الزوائد: 5/246 باب فيمن يصدّق الأُمراء بكذبهم.
(7) مسند أبي يعلى: 7/293 ح 4323، المعجم الكبير: 3/160 ح 1633، و9/345 ح 9495 بسند ثان، وفيه: يميتون الصلاة، مجمع الزوائد: 1/325 باب فيمن يؤخّر الصلاة عن الوقت أخرجه عن الطبراني وأبي يعلى، التاريخ الكبير: 3/235 ترجمة رقم 798، و6/153 ترجمة رقم 2003.
(8) مجمع الزوائد: 5/238 باب في أئمّة الظلم والجور وأئمّة الضلالة، مسند أبي يعلى: 13/436 ح 7440 م 2، كنز العمّال 11/118 ح 30849 أخرجه عن الطبراني.
(9) مسند أحمد: 1/456 و2/41 ح 4350 الحديثة.
(10) مسند أحمد: 4/267، و5/333 ح 17889 الحديثة، المعجم الكبير: 3/186 ح 3019، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد باختلاف في لفظه 5/362 ترجمة محمّد بن صالح أبي جعفر الصائغ رقم 2886، مجمع الزوائد 5/248 باب فيمن يصدّق الأُمراء بكذبهم... .
(11) راجع: تاريخ بغداد 2/107 ترجمة محمّد بن بنان الخلاّل رقم 500، و5/362 ترجمة محمّد بن صالح أبي جعفر الصائغ رقم 2886، المعجم الكبير 19/156 ح 345.
(12) التمهيد للباقلاني: 190.
(13) المستدرك على الصحيحين: 4/422 كتاب الفتن والملاحم باب الترهيب عن أمارة السفهاء، المعجم الكبير: 19/159 ـ 160 ح 354 ـ 356 و358 رواه مختصراً.
(14) حديث الأئمّة من قريش وانّ عددهم كعدّة نقباء بني إسرائيل وإنّهم اثنا عشر خليفة وأمير حديث متواتر رواه عدّة من الصحابة، وأخرجه الكثير من أرباب الصحاح والسنن والمسانيد والتواريخ خاصّة الصحيحان اللذان هما أصحّ الكتب عند أهل السنّة بعد القرآن.
وهذا الحديث حيث إنّه ثابت الصدور والصحة لقي من العناية أعلاها، وأجمع الحفّاظ على تواتره، واهتم العلماء سنّة وشيعة بتخريجه وتحريره، إلاّ أ نّه أصبح معضلة ومأساة لعلماء السنّة سلفاً وخلفاً، ولذلك ترى الاضطراب واضح في تفسيرهم للحديث وحالة الحيرة والتذبذب بيّنة فيهم لعدم توفيقهم لبيان المعنى المراد من الحديث والأئمّة القرشيين الاثني عشر المعنيين في كلام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى انّ بعض من لم يحط علماً بالأخبار والأحاديث نفى صدوره عن النبيّ وتخرّص بأنّ هذا الحديث من موضوعات الشيعة.
ولكي تستلهم علماً بالخبر وتحط بالحديث فهماً نذكر لك المصادر المعتبرة عند القوم ومن ثم نشير إلى الاضطرابات الّتي حصلت عندهم في تفسير هذه الأحاديث وتعريفهم للخلفاء المعنيين. وقبل كلّ ذلك نشير إلى بعض نصوص هذه الأحاديث:
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلّهم من قريش.
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): لن يزال هذا الدين قائماً إلى اثني عشر أميراً من قريش فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها.
وغير ذلك من النصوص.

وأمّا الّذين أخرجوا هذه الأحاديث فكثيرون نشير إلى أسماء أهلهم فقط:
البخاري في صحيحه 9/101 كتاب الأحكام باب الاستخلاف.
مسلم في صحيحه 3/1452 كتاب الامارة باب 1 باب الناس تبع لقريش... ح 1821 ـ 1822 وفيه 8 أحاديث.
الترمذي في سننه 4/434 باب 46 ح 2223.
أبو داود في سننه 4/106 ح 4279 ـ 4280.
أحمد بن حنبل في مسنده 5/90 عن جابر بن سمرة ضمن 33 حديث.
أبو نعيم في حلية الأولياء 4/333.
الطيالسي في مسنده: 105 ح 767.
السيوطي في تاريخ الخلفاء: 10 ـ 11.
وفحوى هذه النصوص يدل على ان هؤلاء الأئمّة والخلفاء يأتون على التوالي، وانّهم باقون ما بقيت الدنيا، وببقائهم استقرت الدنيا ولولاهم لماجت بأهلها.
ولقد حار علماء السنّة واضطربت أقوالهم في بيان وتفسير معنى هذه الأحاديث الّتي أخرجها أئمّة الحديث والحفّاظ حتى أ نّك لو سألت أحدهم عن أسماء هؤلاء الاثني عشر المعنيين لرأيت العجاب وسمعت الصعاب لما تسمع وترى في كلامهم ممّا يضحك الثكلى.
قال الحافظ أبو العبّاس القرطبي: وقد اختلف فيهم على ثلاثة أقوال:
أحدها: انّهم خلفاء العدل كالخلفاء الأربعة وعمر بن عبدالعزيز، ولابدّ من ظهور من يتنزّل منزلتهم في اظهار الحقّ والعدل حتى يكمل ذلك العدد 12 وهو أولى الأقوال.
ثانيها: اشارة إلى مدة ولاية بني أُمية وعدّد القائل ملوكهم فقال: أولهم يزيد بن معاوية،اتبعه معاوية بن يزيد، وقال: ولم يذكر ابن الزبير لأ نّه صحابي، ولا مروان لأ نّه غاصب لابن الزبير، ثم عبدالملك، ثمّ الوليد، ثمّ سليمان، ثمّ عمر بن عبدالعزيز، ثمّ يزيد بن عبدالملك، ثمّ هشام بن عبدالملك، ثمّ الوليد بن يزيد، ثمّ يزيد بن الوليد، ثمّ إبراهيم، ثمّ مروان بن محمّد، فهؤلاء اثنا عشر، ثمّ خرجت الخلافة منهم إلى بني العبّاس.
ثالثها: انّ هذا خبر عن اثني عشر خليفة من قريش يجتمعون في زمان واحد في آفاق مختلفة كما وقع، فقد كان بالأندلس منهم في عصر واحد بعد أربعمائة وثلاثين ستة كلّهم يدعيها ويلقّب بها ومعهم صاحب مصر وخليفة بغداد.
ثم قال القرطبي: والأول أولاها لبعده عن الاعتراض. (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 4/8 و9 شرح ح 1398).
وقال أبو الطيب محمّد شمس الحقّ العظيم آبادي في عون المعبود شرح سنن أبي داود: وأمّا الخلفاء الاثنا عشر فقد قال جماعة منهم أبو حاتم بن حبّان وغيره: انّ آخرهم عمر بن عبدالعزيز، فذكر الخلفاء الأربعة، ثمّ معاوية، ثمّ يزيد ابنه، ثمّ معاوية بن يزيد، ثمّ مروان بن الحكم، ثمّ عبدالملك بن مروان ابنه، ثمّ الوليد بن عبدالملك، ثمّ سليمان بن عبدالملك، ثمّ عمر بن عبدالعزيز. وقال أيضاً: فالتحقيق في هذه المسألة أن يعتبروا بمعاوية وعبدالملك وبنيه الأربعة وعمر بن عبدالعزيز والوليد بن يزيد بن عبدالملك بعد الخلفاء الأربعة الراشدين.
وقال: قد مضى منهم الخلفاء الأربعة ولابدّ من تمام هذا العدد قبل الساعة (عون المعبود: 11/362 ـ 366، الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان: 15/36 ح 6657).
وقال مفسّر القوم ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: (وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَا عَشَرَ نَقِيباً)(المائدة: 12) بعد إيراد حديث جابر بن سمرة من رواية الشيخين: ومعنى الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحقّ ويعدل فيهم ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، بل قد وجد منهم أربعة على نسق واحد وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ ومنهم عمر بن عبدالعزيز بلا شك عند بعض الأئمّة، وبعض بني العبّاس ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة والظاهر ان منهم المهدي المبشّر به في الأحاديث الواردة بذكره.
ثم قال: وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الأئمة الاثني عشر الّذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلّة عقلهم. (تفسير ابن كثير 2/34).
وقال السيوطي: فقد وجد من الاثني عشر خليفة، الخلفاء الأربعة والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبدالعزيز، ويحتمل أن يضمّ اليهم المهتدي من العباسيين لأ نّه فيهم كعمر بن عبدالعزيز في بني أُمية، وكذلك الظاهر لما أُوتي من العدل وبقي الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأ نّه من آل بيت محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) (تاريخ الخلفاء: 12).
أقول: أين الثاني عشر يا جلال الدين، لابدّ انّك لو كنت حياً في القرن الثاني عشر لعيّنت الشيخ محمّد بن عبدالوهاب بأ نّه المنتظر الثاني عشر حتى يتمّ العدد وهناك علماء وحفّاظ قاموا بتوجيه هذه الأحاديث وتبريرها وحاولوا تفسير وتطبيق الأحاديث لمعتقداتهم وليس العكس كما هو الصحيح والمفروض، في الأخذ بما يوافق القرآن والسنّة الصحيحة وترك ما خالفهما.
وهذا ابن حجر تذرّع إلى أصل اجتماع الأُمة واختلق حسب ذاك الأصل أئمّة وجعلهم خلفاة للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال: المراد بالاجتماع انقياد بيعته، والّذي وقع أنّ الناس اجتمعوا على أبي بكر ثمّ عمرعثمان ثمّ عليّ، إلى أن وقع أمر الحكمين في صفّين فسمّى معاوية يومئذ بالخلافة،اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن(عليه السلام) ثمّ اجتمعوا على ولده يزيد، ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك، ثمّ لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبدالملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثمّ اجتمعوا على أولاده الأربعة: الوليد، سليمان، يزيد، ثمّ هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبدالعزيز. فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر الوليد بن يزيد بن عبدالملك.
وقال في موضع آخر: فالأولى أن يحمل قوله: يكون بعدي اثنا عشر خليفة على حقيقة البعدية، فإنّ جميع من ولي الخلافة من الصديق إلى عمر بن عبدالعزيز أربعة عشر نفساً منهم اثنان لا تصحّ ولايتهما ولم تطل مدّتهما، وهما: معاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، والباقون اثنا عشر نفساً على الولاء. (فتح الباري: 13/182 وص 13).
أقول: لو تأمّل الإنسان المنصف البصير إلى أقوال علماء السنّة في تفسير هذا الحديث وتحديد المعنيين الاثني عشر المشار إليهم في الحديث سواء الأقوال الّتي تطرّقنا اليها أم الّتي لم نشر اليها لعرف الحيرة والاضطراب وكذا التغريب والتشريق والتزلزل عندهم بحيث انّهم لم يتحدوا ولم يتفقوا على رأي واحد، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الضعف والايراد، وان التطرّق إلى كلّ ذلك يخرجنا عن الايجاز المطلوب، ولذلك ندعو القارىء اللبيب إلى مراجعة ما كتب في هذا الموضوع. ولكن أهم تلك النقاط المأخوذة على علماء الجمهور:
1 ـ اننا لو جمعنا بين الأقوال المذكورة الّتي ذكرت فيها أسماء الخلفاء لرأيناها تزيد عن الاثني عشر.
2 ـ تلاحظ ان بعض علماء السنّة يختلق خلفاء حسب هواه ورأيه فينفي صحة خلافة أحدهم والآخرون يثبتونها كما مرّ عليك في أمر خليفتهم مروان بن الحكم حيث عدّه بعضهم من الخلفاء ونفاه البعض لكونه غاصباً، فلو كان هكذا فأمر الخلفاء الّذين جاءوا بعده واضح.
3 ـ قيّد بعضهم شرط العدالة في الخليفة فلو راجع القراء تاريخ حياة الخلفاء المذكورين لعرف أنّ أكثر هؤلاء الخلفاء يخرجون عن دائرة العدالة والخلافة حتى لم يبق منهم إلاّ القليل الواحد أو الاثنين.
4 ـ وآخر ما نورده من ملاحظاتنا ان التفسير الواقعي والمعنى الصحيح لحديث الأئمّة الاثني عشر هو معتقد الشيعة الّتي تذهب إلى إمامة اثني عشر خليفة كلّهم من قريش، ومن بطن هاشم، ومن العترة الطاهرة من آل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كما أشار إلى ذلك ابن كثير ثمّ اتهم الشيعة ـ كعادته ـ بالجهل فقال: وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر، الأئمّة الّذين يعتقدون فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم (تفسير ابن كثير: 2/34).
وهذه الأحاديث لما كانت احدى أدلّة أحقّية الشيعة لإثبات صحة مذهبهم استشكل بعض علماء السنّة في الحديث كالشيخ ولي الله المحدّث في كتابه قوّة العينين في تفضيل الشيخين حيث قال: وقد استشكل في حديث «لا يزال» ووجه الاشكال، ان هذا الحديث ناظر مذهب الاثني عشرية الّذين أثبتوا اثني عشر إماماً (عون المعبود: 11/364).
وقال أبو الطيب شمس الحقّ: قلت: زعمت الشيعة ـ خصوصاً الإمامية منهم ـ ان الإمام الحقّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عليّ، ثمّ ابنه الحسن، ثمّ أخوه الحسين، ثمّ ابنه عليّ زين العابدين، ثمّ ابنه محمّد الباقر، ثمّ ابنه جعفر الصادق، ثمّ ابنه موسى الكاظم، ثمّ ابنه عليّ الرضا، ثمّ ابنه محمّد التقي، ثمّ ابنه عليّ النقي، ثمّ ابنه الحسن العسكري، ثمّ ابنه محمّد القائم(عليه السلام) (عون المعبود: 11/276).
وبقي أن ألفت أنظار القراء الكرام أنّ دأب ابن كثير وأشباهه من المتعصبين والمتطرّفين هو الافتراء والاتهام والصاق الأكاذيب على مخالفيهم خاصة الشيعة الإمامية الاثني عشرية.
والجدير بالذكر انّ الشيعة يعتقدون بإمامة اثني عشر إماماً وخليفة للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)كلّهم من قريش، ومن البيت الهاشمي، ومن عترة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).
وتظهر أحقية هذا المعتقد لو جمعنا هذا الحديث إلى أحاديث أُخرى مثل حديث الثقلين والكساء وآية التطهير والمباهلة وغيرها من النصوص الدالة على إمامة أهل البيت(عليهم السلام).
روى الحافظ القندوزي عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: بعدي اثنا عشر خليفة ثمّ أخفى صوته.
فقلت لأبي: ما الّذي أخفى صوته؟ قال: قال: كلّهم من بني هاشم. (ينابيع المودّة: 445).
ويؤيد هذا الحديث قول أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام): إنّ الأئمّة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم. (نهج البلاغة: الخطبة 144 صبحي الصالح).
وإنّي لأعجب من بعض الرواة والحفّاظ الراوين لهذه الأخبار لما شاهدوا فيها ما يخالف هواهم ويباين مسلكهم حرّفوها أو تغافلوها ولذلك تراهم يقولون: خفى عليَّ، أو نسيت، ولم أفهم، أو أخفى صوته، أو عبارات أُخرى ممّا تدلّ على تعتيتم الحقائق وتحريف الوقائع.
والدليل الآخر على اختصاص هذا الحديث بأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) دون غيرهم هو أنّ بعض الأحاديث يشير ان الخلافة ممتدّة إلى قيام الساعة فإذا راجعنا حديث الثقلين الّذي يُومىء الى عدم افتراق الكتاب والعترة إلى قيام يوم الدين. وأ نّهما الوديعتان اللتان جعلهما النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في أُمته وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً.
ومن جهة أُخرى، فلو سلّمنا بأنّ أحاديث العامّة الّتي تروي بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أكّد على اتباع سنّة الخلفاء من بعده صحيحه وسليمة عن النقد والأخذ، وهذه الأحاديث الّتي نقلناها لك تؤكد بأنّ خلفاءه هم اثنا عشر بالعدد وفي طائفة أُخرى أفصح النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: من بني هاشم، أو عترتي، فهل يبقى حينئذ شك أو ريب في موالاة واتباع الأئمّة من آل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والانقياد لهم، أو في عدم تبعية غيرهم لأ نّهم ليسوا من بني هاشم ولا من العترة؟
وقد قلنا آنفاً: إنّ التفسير المجسّد في الواقع الخارجي لهذه الروايات الناطقة بالوصف من بني هاشم ـ وبالعدد ـ اثنا عشر ـ لا يتأتى إلاّ في أئمّة أهل البيت الاثني عشر الّذين تقتدي بهم الشيعة في فقهها وتفسيرها وعقائدها وأحكامها، كما أشار إلى ذلك الحافظ القندوزي الحنفي رواية عن عباية بن ربعي، عن جابر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أنا سيّد النبيين وعليّ سيّد الوصيين، وإنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر: أوّلهم عليّ، وآخرهم القائم المهدي.
وأضاف الحافظ قائلا: قال بعض المحققين: إنّ الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده(صلى الله عليه وآله وسلم)اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم ان مراد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من حديثه هذا الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلّتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية فإنّ سلطانهم ملك وليس بخلافة كما في بعض الروايات ولزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش إلاّ عمر بن عبدالعزيز، ولكونهم غير بني هاشم، لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كلّهم من بني هاشم في رواية عبدالملك عن جابر، وإخفاء صوته في هذا القول يرجّح هذه الرواية، ولا يمكن حمله على الملوك العباسيين لزيادتهم على العدد المذكور ولقلّة رعايتهم الآية (قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى) (الشورى: 23) وحديث الكساء فلابدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمّة الاثني عشر من أهل بيته وعترته(عليهم السلام) لأ نّهم كانوا أعلم أهل زمانهم، وأجلّهم، وأورعهم، وأتقاهم، وأعلاهم نسباً، وأفضلهم حسباً وأكرمهم عند الله، وكانت علومهم من آبائهم عن جدّهم(صلى الله عليه وآله وسلم) وبالوراثة اللدنية، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق.
ويؤيد هذا المعنى أي أنّ مراد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته، ويشهد به ويرجّحه حديث الثقلين والأحاديث الكثيرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره، وأمّا قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «كلّهم تجتمع عليه الأُمة» في رواية جابر بن سمرة فمراده(صلى الله عليه وآله وسلم) ان الأُمة تجتمع على الإقرار بإمامة كلّهم وقت ظهور قائمهم (ينابيع المودّة: 446).
وخلاصة القول: ان الأخبار الواردة في هذا الموضوع هي من الأدلة القاطعة والنصوص الجليّة الواضحة على أحقّية مذهب الشيعة الاثني عشرية وبطلان غيرهم، وذلك لأنّ هذه الأحاديث لا تنطبق أصلا وعقلا على ما تعتقده العامّة وسائر المذاهب الأُخرى، لأ نّهم أما يعتقدون بأقل من اثني عشر إماماً أو أكثر. ويؤيّد أحقّية الشيعة أيضاً حسب هذه الأحاديث، ما ورد من الأحاديث الأُخرى المتواترة والمتظافرة من أنّ الأُمة تفترق على سبعين ونيف، فرقة كلّها في جهنّم عدا واحدة. وقد رأينا ان جميع المذاهب تخالف الشيعة في أُصولها وفروعها فهل يعقل ان الشيعة وحدها تكون في جهنّم وسائر المذاهب هي الناجية؟ وهذا مناقض لقول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فتدبّر. (المعرّب).
(15) أ ـ الّذين تقلّدوا الخلافة بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في سنة 11 هـ حتى 36 هـ ثلاثة خلفاء حيث وصلت الخلافة إلى صاحبها الأولى بها.
ب ـ 15 خليفة من بني أُميّة وبني مروان حكموا الشام 97 عاماً، بدواً من عبدالرحمن بن معاوية إلى هشام بن عبدالملك.
ج ـ 17 خليفة من بني أُميّة حكموا الأندلس 29 عاماً، بدواً من عبدالرحمن بن معاوية إلى هشام بن عبدالملك.
د ـ 37 خليفة من بني العبّاس حكموا العراق وخراسان 519 عاماً، بدواً من السفّاح وانتهاءاً بالمعتصم العباسي.
هـ ـ 15 خليفة من بني العباس حكموا مصر 228 عاماً، بدواً من المستنصر بالله حتى المتوكل على الله.
و ـ 14 خليفة من الفاطميين (العبيديين) حكموا مصر 271 عاماً، بدواً من عبيدالله المهدي حتى زمن العاضد لدين الله، ومن ثمّ اقتلعت جذور حكومتهم.
ز ـ خلفاء وسلاطين العثمانية الّذين حكموا في تركيا وقد عدّ مؤلّف كتاب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية عشر خلفاء منهم فقط ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 1923 من الميلاد حيث ثار عليهم العميل البريطاني أتاتورك فأباد خلافتهم وأقام حكومة علمانية.
ح ـ خلفاء وأئمّة المذهب الزيدي في اليمن وهؤلاء يعتقدون بإمامة الإمام أميرالمؤمنين عليّ وابنيه والإمام عليّ بن الحسين زين العابدين ومن بعده يوالون من ينهض ضدّ خلفاء الجور والسلاطين حاملا سيفه معلناً الجهاد ضدّهم، ويعتقدون فيه بأنّ هذا هو الإمام الحقّ، وإن كان هذا المذهب قد تفرّع من الشيعة إلاّ أنّ آدابهم وعقائدهم لا تمتّ إلى الشيعة الإمامية الاثني عشرية بشيء. وأمّا في الأحكام والفقه فإنّهم يتّبعون أبا حنيفة إمام أهل السنّة.
(16) ظهر في أطراف البلاد الإسلامية منذ القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر الهجري سبعة وعشرون رجلا كلٌّ منهم يدّعي أ نّه المهدي المنتظر والإمام الموعود، وآخرهم هو محمّد القادياني المعاصر لعليّ محمّد الباب الشيرازي حيث ادّعى الأول بأ نّه المهدي الموعود في أرض الهند، وادّعى الثاني هذه الدعوة في ايران، ولا يخفى أنّ كلا هذين الرجلين هما من مرتزقة بريطانيا وعملائها، وما زال فئات من الناس يتّبعونهما ويوالونهما على انحرافهما وخروجهما عن الدين، وظلوا يواصلون دريهما مع انّه قد انكشف بعد هلاكهما ودفنهما في مزابل التاريخ ما كانا يبطنان من نوايا خيانية وخطط جنائية ماكرة، وعقيدة هؤلاء لا تمتّ الى الإسلام بشيء بل انّ عداءهم وحقدهم على الإسلام والمسلمين يبدو جليّاً وأظهر من الشمس.
(17) هذا الحديث من المتواترات الّتي صححها علماء الفريقين، رواه بعض الصحابة وأخرجه أكثر من سبعين محدّث ومفسّر ومتكلّم من أهل السنّة، وإليك أيّها القارىء الكريم والمسلم المنصف طرفاً من طرق هذه الرواية: روي هذا الحديث بألفاظ أُخرى عاضدة للفظ المشهور مثل «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، «من مات وليس عليه طاعة مات ميتة جاهلية»، «من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية» «من مات وليس لإمام جماعة عليه طاعة مات ميتة جاهلية»، وألفاظ أُخرى أخرجها أحمد بن حنبل في المسند 3/446 و4/96، ومسلم في الجامع الصحيح 3/1478 ح 58، وابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد 5/218 وما بعده، وأبو داود الطيالسي في مسنده: 259، والبيهقي في السنن الكبرى 8/156، وابن كثير في تفسيره 1/517 وغيرهم، أخرجوه عن معاوية بن أبي سفيان وعبدالله بن عمر وغيرهما من الصحابة والتابعين.
هذا ما أثبته أرباب الصحاح والمسانيد، وهو حقيقة ساطعة وواضحة فلا ندحة إلاّ البخوع لمفادها، ولا يتمّ إسلام مسلم إلاّ بالنزول لمؤدّاها، ولم يختلف في هذا الأمر اثنان ولا أحد من اتباع المذاهب الإسلامية يخالجه الشك في صدوره عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) والترديد بمفاده والأخذ به سوى بعض فقهاء الوهابية الّذين دأبهم انكار الضروريات والتشكيك في البديهيات وتعتيم الواقعيات كالجبهان في تبديد الظلام: ص 72.
وفي مفاد هذا الحديث نقاط هامّة ودقيقة عديدة نشير إلى بعضها لكي يعلم السبب والعلّة الّتي من أجلها انكر عملاء الوهابية المتحجّرة صحة الحديث بل صدوره عن النبيّ وثبوته في الكتب.

1 ـ ما المراد من ميتة الجاهلية؟
لا يخفى انّ الجاهلية شرّ مرحلة مرّ بها الإنسان حيث كانت الأوثان فيها تعبد من دون الله والناس في ذاك العهد على شرّ دين، والكفر يومذاك قد أطبق وبسط ظلّه على الناس ولذلك عبّر الدين بالارتداد والتعرّب بعد الهجرة رجوعاً وبخوعاً إلى اللاقيم الجاهلية. فعلى هذا فمن مات ولم يكن في عنقه عهد من الخليفة المنصوص والإمام المعيّن الّذي أشار القرآن الكريم ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اسمه وخصاله في أحاديث السنّة فقد خرج عن الدين وموتته شرّ ميتتة وهي ميتة كفر والحاد وشرك.

2 ـ تساؤلات بحاجة إلى اجابات دقيقة.
وهنا نسأل: ما هي الموتة الّتي مات عليها معاوية بن أبي سفيان؟ وعن أيّ إمام مات وبيعة أيّ إمام حيّ كانت في عنقه؟ وهل كان هناك إمام مفروض الطاعة والواجب بيعته نصاً وإجماعاً غير أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)؟
فالتاريخ يشهد انّه لم يبايع الخليفة المنصوص والمجمع عليه وإلاّ فما تأويل محاربته للإمام ومناوئته له ومنازعته في أمر الخلافة؟
فهل كان معاوية ناسياً لهذه الرواية وهو من رواتها؟ أليس انّه طوى تلكم السنين وليس في عنقه بيعة لإمام، وقد ورد انّه لا يحل لمسلم أن يبيت ليلتين ليس في عنقه بيعة لإمام. فعلى هذا فإن مات معاوية والحالة هذه مات ميتة جاهلية أو انّه ـ كما يزعم البعض ـ كان يرى ويجتهد ان هذه الكلية في كلام النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم تشمله وانّه مستثنى من هذه الكلية، بينما الرواية صريحة في التعميم وليس فيها استثناء فتدبّر وتأمّل.
ونسأل ثانية: وردت أحاديث عديدة وروايات متواترة تصرّح بأنّ الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام) قضت نحبها وليس في عنقها بيعة لمن تقمّص الخلافة بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بل ماتت وهي واجدة وغاضبة عليه، فيا ترى هل ماتت فاطمة ميتة جاهلية بينما تقرأ في القرآن أنّ الله طهّرها من الأرجاس، وانّها كانت ممن باهل بهم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) النصارى، وقد قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): انّها بضعة منه، وانّ الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها ويؤذيه تعالى ورسوله ما يؤذيها؟
وهكذا بالنسبة إلى أميرالمؤمنين عليّ(عليه السلام) الّذي لم يبايع خليفة السقيفة طيلة حياة فاطمة الزهراء(عليها السلام).
فعلى هذا فهل أنّ الصديقة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ماتت على غير دين أبيها وكانت موتتها موتة جاهلية، لأ نّها ما بايعت الخليفة أبا بكر ولم تعترف له بالخلافة، أم أنّها ماتت على دين أبيها؟ فلا يمكن أن يتصوّر الشقّ الأول وانّ فاطمة ماتت ميتة جاهلية وهي قد نزل في شأنها ما يدل على عصمتها ونزاهتها عن كلّ ذنب ورجس حتى ولو كان صغير. فعلى هذا يبقى الشقّ الثاني وهو أنّها ماتت على دين أبيها.
وهنا يرد سؤال آخر: هل انّ فاطمة(عليها السلام) الّتي لم تبايع الخليفة المزعوم وليس له في عنقها بيعة كانت مخطئة وغير مصيبة أم انّها كانت مصيبة وإنّ خلافة أبي بكر لم تكن صحيحة؟ فإن قلنا بالأوّل وإنّ فاطمة(عليها السلام) كانت مخطئة فهذا يعني مخالفة النص القرآني الصريح وتخطئته حيث انّه نصّ على طهارتها في آية التطهير.
نعم يا أخي القارىء، فإنّ في هذا الموجز نكات ودقائق يجب الالتفات إليها بدقّة وتأمّل ولا يفوتنّك بعدها الاذعان إلى الحقّ والصواب.
والجدير بالذكر انّ فاطمة ماتت وفي عنقها بيعة للإمام المنصوص بالنصّ القرآني والنبوي يعني أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام). (المعرّب).
(18) الاستيعاب: 4/1744 ترجمة أبي ليلى الغفاري رقم 3157، أُسد الغابة 5/287 ترجمة أبي ليلى الغفاري، الاصابة 7/293 باب الكنى ترجمة أبي ليلى الغفاري رقم 10484، كنز العمّال 11/612 ح 32964 أخرجه عن أبي نعيم، لسان الميزان 2/414 ترجمة داهر بن يحيى الرازي رقم 1704 وفيه: فمن أدركها فعليه بخصلتين: كتاب الله وعليّ بن أبي طالب، إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون 2/94، المناقب للخوارزمي: 104 باب 8 ح 108، مناقب سيّدنا عليّ: 59، ميزان الاعتدال 2/3 ترجمة داهر بن يحيى الرازي رقم 2587.
وروى السيوطي في اللئالي المصنوعة ص 324 من الجزء الأول عن ابن عبّاس أ نّه قال: ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله وعليّ بن أبي طالب فإنّي سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول وهو آخذ بيد عليّ(عليه السلام): هذا أوّل من آمن بي وهو الصدّيق الأكبر، وهو بابي الّذي أُوتى منه، وهو خليفتي من بعدي. (المعرّب).
(19) تاريخ الخلفاء: 172.
(20) لقد صنّف العلاّمة المحقّق السيد عبدالعزيز الطباطبائي في هذا المضمار كتاباً اسماه «أهل البيت في المكتبة العربية» ونشرته مؤسسة آل البيت، وذكر فيه أسماء ما يربو على 856 كتاباً مطبوعاً ومخطوطاً يتعلّق بالموضوع، وكذلك كتاب «أصالة المهدوية في الإسلام» لمؤلف هذا الكتاب حيث يذكر أسماء 152 ذكر السيد الطباطبائي 66 كتاباً منها في كتابه الآنف الذكر، فيكون مجموع ما ذكر في الكتابين هو 942 كتاب.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page